موضوع: أيها الشاب.. تحكم في غضبك الخميس أغسطس 11, 2011 5:19 am
أيها الشاب.. تحكم في غضبك
* أحمد الشقيري أوصني يا رسول الله فقال (ص): لا تغضب. كلنا يتمنّى أن يصبح إنساناً حليماً وقوراً بطيء الغضب، ولكن كيف؟ أوّل خطوة هي معرفة سر الغضب، يكمن الغضب في سببين لا ثالث لهما: 1- الشعور بفقدان السيطرة على شخص أو موقف أو حوار معيّن. 2- الشعور بالإهانة أو عدم الإحترام من شخص أو موقف معين. فكر في المرات التي غضبت فيها، وسترى أنّه لا يكاد يكون هنالك موقف غضبت فيه إلا وسيرجع السبب إلى أحد هذين الأمرين. فَهْم هذا السر هو أوّل خطوة في التحكم في غضبك. عادة يسبق الغضب حالة من إرتفاع ضغط الدم وشيء من الحرارة في الجسم، فكلما شعرت بأنّك على وشك الغضب حدد أحد السببين أعلاه ثمّ قم بالآتي: إن كان السبب شعوراً بفقدان السيطرة: الشعور بفقدان السيطرة هو أفضل وقت، وأحسن حالة لإستشعار عبوديتك لله، لن أنسى يوما كنت أوصل فيه الحبيب علي الجفري للمطار، وكنا في السيارة قد تأخرنا كثيراً عن موعد إقلاع الطائرة وكان عنده موعد مهم جدّاً في اليمن يجب عليه حضوره فقال لي: (سر بسرعة لا تعرضنا فيها للخطر ولا نسيء الأدب مع السائقين الآخرين!).. فاتصل به أحد معاونيه وأبلغه أنّ الطائرة أقلعت، فما كان منه إلا أن بدأ يردد: قدر الله وما شاء فعل في كل هدوء، فسألته عن سر هدوئه في ظل هذا الظرف؟ فقال: نحن يا أحمد عبيد، يسيرنا الله كيف يشاء! هذه إخواني قمة العبودية، وقمة التوكل على الله، وهذا خلق نبوي قلما أراه في البشر خاصة هذه الأيّام.. فكما يقول الغزالي: (غضبك دليل على أنك تريد أن تسير الأمور على مرادك لا على مراد الله). جرب صدق العبودية لله في حياتك وستشعر بارتياح نفسي عجيب، ولن تغضب عندما تشعر أنك فقدت السيطرة، فالسيطرة وإن فقدتها فهي ما زالت بيد الله سبحانه. أمّا إن كان غضبك بسبب شعور بالإهانة أو عدم الإحترام: فالسر في علاج ذلك هو حسن الظن، اعلم أن أغلب الحالات التي كنت تعتقد أن شخصاً يريد إهانتك لم يكن الأمر كذلك.. فقد يكون: 1- هذا هو أسلوبه في الحديث الطبيعي فطبعه الغلظة. 2- يمر بظروف صعبة جعلته يتكلّم بأسلوب غير مناسب. 3- فَهْم أمر معيّن بشكل خاطئ جعلته يهاجمك.. إلخ من الأعذار التي يمكن أن تلتمسها لأخيك.. إن أحسنا الظن بالناس سوف تنتهي نصف المشاكل والمشاحنات بين الناس! جرب صدق حسن الظن في تعاملك مع الناس، وستشعر بارتياح نفسي ولن تأخذ الأمور بشكل شخصي أو بعصبية. ملحوظة: الكلام السابق لا يقصد به الغضب لله فهو أمر محمود.. وإنما يقصد الغضب للنفس أو الغضب ظاهراً لله ولكن باطناً للنفس. المصدر: كتاب خواطر شاب