موضوع: حذارِ النظر مطولاً إلى شاشة الكمبيوتر الخميس أغسطس 11, 2011 5:41 am
عزيزي . الشاب . إذا كنت تمضي وقتاً طويلاً أمام شاشة الكمبيوتر، وتشكو في الوقت ذاته من حرقة في عينيك أو من "غبشة" في نظرك أو من إرهاق، فثمة احتمال أن تكون مصاباً بمتلازمة الرؤية الناتجة عن الكمبيوتر.
أطلق الأطباء عبارة متلازمة الرؤية الناجمة عن الكمبيوتر على مجموعة من الأعراض، التي تظهر نتيجة التحديق مطولاً إلى شاشة الكمبيوتر. وتعد هذه المتلازمة من أمراض النظر الشائعة في عصرنا الحالي، نتيجة ازدياد عدد الأفراد الذين يستخدمون الكمبيوتر يومياً، بمن فيهم الأطفال. فقد أشار العديد من الدراسات إلى أنه بين 50 و90 في المئة من الموظفين، الذين يستخدمون الكمبيوتر يعانون أحد أعراض متلازمة الرؤية الناجمة عن الكمبيوتر، ومن تشنج العينين. الاستمرار في الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر للعمل أو لتصفّح الإنترنت لساعات طويلة، يعرِّض العين لشتى أنواع الضغوط. ذلك أن رد فعل العين والدماغ تجاه الكلمات المطبوعة على الشاشة، يختلف عن رد فعلهما تجاه الأحرف المطبوعة على ورق.
- أسباب الحالة:
تتفاعل العينان بشكل سليم وطبيعي مع أغلبية المواد المطبوعة، لأن أحرف النصوص تكون بارزة وسوداء اللون وخلفيتها بيضاء، ما يمكّن العين من التركيز عليها بسهولة. كلما كانت الحروف واضحة ومتباينة بقوة مع خلفيتها، خف الضغط على العين وقل الإجهاد. في المقابل، تتكون الأحرف والصور الموجودة على شاشة الكمبيوتر من نقاط عدة صغيرة تُعرف باسم "بيكسل"، وهذه الأخيرة تسهم في جعل أطراف الأحرف غير واضحة، حيث تصعب عملية التركيز عليها. في هذه الحالة، تُرغَم العينان على بذل مجهود مستمر لرؤية الأحراف المطبوعة على الشاشة بشكل واضح ومفهوم، ما يسبب إرهاق العينين وتعبهما، أو يؤدي إلى الشعور بوخز فيهما. نتيجة لهذا الانزعاج وعدم الراحة في رؤية الكلمات والصور على شاشة الكمبيوتر، نجد عدداً كبيراً من الأشخاص يحاولون تقريب رؤوسهم من الشاشة. وهذه الحركة ممكن أن تسبب ألماً في الرقبة والكتفين والظهر، ناهيك عن أن تعرض العين للمجال المغناطيسي يهددها أيضاً. لذلك فإن الأبحاث العالمية صارت تركز على مكان وجود جهاز الكمبيوتر ونوعية الأدوات والأثاث الموجود حوله، وطبيعة المواد التي تدخل في تصنيعه.
- أعراض غير خطيرة:
يشكو أغلبية الأشخاص الذين يطيلون الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر من أعراض عدة أبرزها:
* جفاف العينين.
* الصداع.
* تهيج العينين.
* غبشة النظر.
* حساسية تجاه النور.
* عجز مؤقت في التركيز على الأشياء البعيدة.
* الرؤية المزدوجة.
* الحول.
* آلام في العنق والكتفين.
- العلاج:
إذا شعرت بأنك تعاني الأعراض السابقة، يُستحسن عندها أن تزور طبيب العيون، الذي سينصحك بارتداء نظارات طبية خاصة بالكمبيوتر، لأنها صُممت بشكل يتيح لك العمل براحة على الجها. العمل على الكمبيوتر يتطلب التركيز على مسافة قريبة، والنظارات الطبية التي تعالج حالات قصر النظر أو طول النظر لا تساعد على التخفيف من حدة أعراض المتلازمة، لأن شاشة الكمبيوتر تكون عادة خارج المسافة المثالية للقراءة. في المقابل فإن نظارات الكمبيوتر تسمح لك برؤية الشاشة وما في داخلها بوضوح. ويحتاج الشخص الذي يضع عدسات لاصقة إلى ارتدائها أيضاً أثناء استخدامه الكمبيوتر.
الإفراط في استخدام الكمبيوتر لا يؤدي إلى مشكلات في الرؤية فحسب، وإنما يسهم أيضاً في تسريع ظهورها إلى العلن في حال عانيت منها بدرجة طفيفة. ويحذّر الخبراء بشدة من مغبة الجلوس طويلاً أمام شاشة الكمبيوتر. إذ يؤكدون أن استعمال الكمبيوتر لمدة تسع ساعات أو أكثر في اليوم، يمد الطريق لإصابتك بمرض خطير، هو "الغلوكوما"، أي ارتفاع ضغط العين الذي يقود إلى الإصابة بالعمى إذا أهملت علاجه.
- حماية العين:
الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لساعات عدة يمكن أن يؤدي إلى تشنج العينين، كما سبق وأشرنا. عند النظر إلى شاشة الكمبيوتر، تركز العينان فعلياً على ما خلف سطح الشاشة ما يرغمها على تصحيح بؤرة نظرهما باستمرار. الإفراط في مشاهدة الكمبيوتر يسبب إزعاجاً في الرؤية وتعباً وغبشة النظر وصداعاً. انطلاقاً من هذا، يجب عليك العمل على حماية عينيك ووقايتهما من الإصابة بمتلازمة الرؤية الناجمة عن الكمبيوتر، من خلال اتباع الخطوات التالية:
* يجب التأكد من عدم وجود أي انعكاس ضوئي على الشاشة، والعمل على تغيير موقع الكمبيوتر لمنع حدوث وهج، أو يمكن شراء شاشات خاصة تمنع الانعكاس، وهي متوافرة في متاجر بيع أجهزة الكمبيوتر.
* يجب وضع الشاشة في مسافة نظر مريحة تقريباً من 35 إلى 40 سنتيمتراً، ويجب أن تكون الإضاءة في المكتب أو الغرفة جيدة.
* من المفروض مراجعة طبيب العيون للتأكد من صحة النظر، ومن أن العينين لا تعانيان مشكلة ما.
* يجب إراحة العين كل نصف ساعة على الأقل ولمدة دقيقة، بالنظر بعيداً عن جهاز الكمبيوتر.
* استعمال قطرات العين المرطبة، إذا كان هناك احمرار في العين أو جفاف فيها، لاسيما عند الأفراد الذين يضعون عدسات لاصقة.
* استخدام الشاشات الواقية فيه، بحيث يتم تفادي العتمة الشديدة والإنارة الساطعة.
* ترميش العينين باستمرار للحفاظ على الرطوبة فيهما.
- الغلوكوما في سطور:
الغلوكوما أحد أمراض العيون، التي يرتفع فيها الضغط داخل العين ارتفاعاً كبيراً فيتلف العصب البصري، أي العصب الذي ينقل الصور التي تلتقطها العين إلى المخ. وعلى الرغم من أن الغلوكوما تسبب العمى، إذا لم تُكتشف باكراً وتعالَج بشكل صحيح، ثمة إمكانية لإخضاع كل أنواع الغلوكوما للسيطرة للحؤول دون تفاقم فقدان البصر، باستخدام قطرة العين والعلاج بالليزر أو الجراحة. يشار إلى أن أغلبية الناس لا يلحظون فقدان البصر الناجم عن الغلوكوما في مراحله الأولى. لذا ينبغي على أي شخص لدى عائلته سجل من الإصابة بالغلوكوما، أن يخضع للفحص الدوري للعين، وهو فحص غير مؤلم يمكن من خلاله اكتشاف الغلوكوما.