د. علي بن سعيد القحطاني*

نشرت صحيفة الديلي ميل اللندنية في عددها الصادر يوم 31 يوليو 2011م خبر وفاة فجائية لشاب عمره 20 عاما نتيجة جلطة بالدم بسبب مكوثه 12 ساعة مستمرة أمام الكمبيوتر يمارس لعبته المفضلة ، وظهر من تعليقات القراء على الخبر من اعترف بأن نفس الشيء حدث له لكنه لم يقض عليه.

والأمراض الإلكترونية e-diseases ليست بالجديدة لكنها مرتبطة بطول الجلوس أمام أجهزة الحاسوب وتشمل:

*جلطة أوردة الساقين: وهي أخطر مافي هذه الأمراض لسهولة حدوثها ووخيم عواقبها ، بحيث يتخثر الدم في أوردة الساقين نتيجة الجلوس الطويل دون حركة ، ويحمل تيار الدم العائد من الساقين إلى القلب الجلطة معه لتسدّ كامل الشريان الرئوي فيحدث الموت المفاجئ ، أو يتأثر جزء من الرئة إذا لم يكن إنسداد الشريان كاملا.

*جلطة بأوردة الساق اليمنى حيث تبدو الساق متورمة وحمراء ، إلا أن ثلثي حالات تخثر الدم في أوردة الساقين

يكون صامتا فلا تظهر أي أعراض على المصاب

*تيبّس الرقبة: يؤدي تعلّق النظر بشاشة الكمبيوتر فترات طويلة إلى الحدّ من حركة الفقرات العنقية أو فقدان مرونتها كليّة مع وجود آلام بها على فترات متقطعة أو بصفة مستمرة .

*الإمساك المزمن: نتيجة تأجيل الذهاب لقضاء الحاجة.

*البواسير والشرخ الشرجي: بسبب الإمساك المزمن والمعاناة عند قضاء الحاجة.

*حصوات المثانة: تطول فترات زيارة دورة المياه (أو تتوقف بالمرة) لتفريغ المثانة، وذلك بسبب الانهماك في برامج الكمبيوتر وقد يتولد عن ذلك ترسّب الأملاح فتكوّن نواةً لحصاةٍ أو أكثر بالمثانة .

*ضعف الإبصار: تثبيت النظر مُدد طويلة على شاشة جهاز الكمبيوتر وعلى مسافة قريبة من العين يكون سببًا في إجهادها وربما فقدان خاصية عدسة العين على التكيّف للمسافات وقد يضطر الفرد إلى البدء في استعمال النظارات واستبدالها بين الحين والآخر كلما تدهورت مقدرة عدسة العين على نقل الصورة بوضوح إلى شبكية العين .

العقم: وهذا موضوع يحتاج لدراسة علمية خيث يتطلب إثبات حدوثه من عدمه وقتُا كافيًا إلا أن فكرته الأساسية موجودة وتتلخص في أن من متطلبات حيوية سائل الإنجاب عند الرجل توفّر عدة عوامل بعينها ومنها درجة حرارة أقل من درجة حرارة الجسم ، واستمرار الجلوس فترات زمنية ممتدة والتصاق الأعضاء ببعضها وغياب عنصر التهوية يرفع درجة الحرارة فوق معدلها المثالي لتصنيع سائلٍ نشطٍ للإنجاب فتتأثّر حيويته بما يخفض من مقدرته على إنتاج الذريّة .

هشاشة العظام وانحناء الظهر: أحد عوامل متانة العظام حركة العضلات والجسم وهي مفقودة أثناء الجلوس طويلا أمام الكمبيوتر ، كما أن وضع الجلوس نفسه مقابل شاشة الحاسوب يستدعي الإنحناء للأمام زمنًا غير محدود مما يؤدي إلى تقوّس العمود الفقري .

سوء التغذية: التعلّق بالبرامج فترات طويلة لايسمح للشخص بتناول وجبة كما هو متّبع ، والبديل مشروبات وغذاء مصنّع كلها مدانة من الطبّ بالتسبّب في البدانة والحساسية وربما السرطان ، يقذف بها مدمن الكمبيوتر في جوفه دون وعي أو إدراك ولا حتى استمتاع .

هذا بجانب التراخي في الجوانب الأسرية والاجتماعية والمتطلبات الدينية كتأخير الصلاة أو تضييعها .

وحيث أن لكلّ شيء فوائده وعيوبه فالنصيحة هي الاستفادة من المميزات والابتعاد عن المضار أو التقليل منها قدر الإمكان ، وعلى الذين يحتاجون للجلوس طويلاً أمام أجهزة الكمبيوتر أن ينظّموا وقتهم ويوطّنوا أنفسهم بحيث يتخلّل فترات الجلوس اللجوء إلى المشي وعمل بعض التمرينات العضلية لكافة أجزاء الجسم وأخذ عدة أنفاسٍ عميقة وذلك كل ساعةٍ زمنيةٍ من وقت المكوث أمام الشاشة ، بالإضافة إلى تحريك الرقبة واليدين والساقين بصفة منتظمة أثناء استخدام الكمبيوتر ، وعلى الآباء والمربين والمرشدين توجيه الأبناء والدارسين ومستخدمي الكمبيوتر الذين تحت إشرافهم إلى تقسيم وقت استخدام الحاسوب إلى عدة فترات مع القيام بالتمرينات البدنية بين الحين والآخر وانتظام زيارة أماكن الراحة وعدم تأجيل قضاء الحاجة.

* وكيل كلية الطب للشؤون السريرية - جامعة الملك خالد

:ert