[
size=24]سـورة الفـاتحـة
[/size]سورة الفاتحة (مكية)، وعدد آياتها سبع آيات، وهي خامس سورة من حيث التنزيل...
ما هو سر سورة الفاتحة؟ لماذا افتتح بها المصحف؟ ما سر تسميتها بأم الكتاب، وأم القرآن..؟
لماذا نقرأها في اليوم والليلة سبع عشرة مرة على الأقل؟ لماذا لا تصح الصلاة الا بقراءتها؟
أهميتها
وأكثر من ذلك كله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة «لأعلمنّك أعظم سورة في القرآن»
فقال ما هي يا رسول الله؟ فقرأ عليه الصلاة والسلام: «الحمد لله رب العالمين... الرحمن الرحيم... إلى آخر السورة».
حين بيّن الله تعالى في سورة الحجر عظمة القرآن قال تعالى: [وَلَقَدْ ءاتَيْنَـٰكَ سَبْعًا مّنَ ٱلْمَثَانِي وَٱلْقُرْءانَ ٱلْعَظِيمَ]
والسبع المثاني هي الفاتحة، وقد سميت بالمثاني لكثرة تكرارها...
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
«والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا الفرقان مثلها إنها السبع المثاني» رواه الإمام أحمد.
أسماؤها
ولفضلها وشرفها، سميت هذه السورة بأسماء كثيرة، فهي أم القرآن، والسبع المثاني، والوافية والكافية،
لكفايتها عن غيرها وحاجة غيرها اليها واكتفاؤه منها. فهي تفيض على المؤمن نوراً يضيء حياته،
وخيراً الهياً يغلق عنه أبواب الفتن ويفتح له أبواب الرحمات.
أي سر؟ وأي عظمة لهذه السورة التي يقرأها الكثير من المسلمون من دون أن يفقهوا هذه المعاني وهذه الرسائل؟
حاوية أهداف القرآن
إنَّ سر الفاتحة يكمن في اشتمالها على جميع معاني القرآن، فكل معنى في القرآن تجده في الفاتحة،
وكل أهداف القرآن جمعت في هذه الآيات السبع.
كيف هذا؟ تعال معي لنعيش لحظات رائعة مع أول سورة في القرآن:
محاور القرآن
يدور حديث كتاب الله حول ثلاثة معان يطلبها من المؤمنين به والقارئين له:
1. عقائد (فيمن نعتقد)
2. عبادات (كيف نعبد من نعتقد فيه)
3. مناهج الحياة (المنهج الذي أراده الله تعالى لنا)
فالقرآن يدعو أولاً للعقيدة الصحيحة، أي أن تؤمن بالله تعالى إيماناً صحيحاً على أسس سليمة.
وهو ثانياً يدعو للعبادة الصحيحة وإقامة الشعائر، ولكن العبادة ليست كافية لوحدها لأنَّ الإسلام منهج حياة شامل ومتكامل.
وسورة الفاتحة قد اشتملت على هذه الأهداف الثلاثة، ففي محور العقيدة تقرأ قوله تعالى:
[ٱلْحَمْدُ لله رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ & ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ]. فالتوحيد والايمان باليوم الآخر هما أساس عقيدة المسلم.
وفي محور العبادة تقرأ: [إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ]. وفي منهج حياة المسلم تقرأ:
[ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ & صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ ٱلضَّالّينَ].
والقرآن كله بعد سورة الفاتحة إما أن يكون مبيّناً للعقائد، مفسّراً معنى الحمد لله رب العالمين ومعنى الرحمن الرحيم ومعنى مالك يوم الدين.. أو مبيّنا كيف نعبد الله تعالى [إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ]. أو يخبر عن المناهج في الأرض وطرق الظالمين والهالكين وطرق الناجين، فنجد آيات كثيرة تشرح معنى [ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيم].