بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام عل محمد وآله وصحبه الطيبين .
إخواني ..أخواتي ..بالمنتدى..
السلام عليكم..
إن الحمد لله، نحمده ، ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فهوالمهتد ومن يظلل فلن تجد له وليا مرشدا .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :
إليكم إخواني وأخواتي أ نقل إليكم هذا الموضوع..
قال تعالى:" وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم "
والله ولي التوفيق.
الحمد لله وحده :
قال الله تعالى :" وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ,ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون"الآية 20من سورة الزخرف.
كثير من الناس تشكل عليه هذه الآية ، لكن ما وجه الإشكال إذ ظاهر كلام الكفار صحيح فالله تعالى لو شاء سبحانه لما عبد الذين كفروا من خلقه
أحداً سواه .... هلم إخواني لنقرأ ما ذكره الشيخ الشنقيطي -رحمه الله - في كتابه القيم الموسوم ب(أضواء البيان )
قال رحمه الله تعالى ما نصه:"وهذا الإشكال المذكور في آية الزخرف هو بعينه واقع في آية الأنعام وآية النحل .....
إلى أن قال :" فإا عرفت أن ظاهر آية "الزخرف" وآية "الأنعام "و آية "النحل" ان ما قاله الكفار حق ,وأن الله لو شاء ما عبدوا من دونه من شيء ولا أشركوا به شيءاً
كما ذكرت الآيات الموضحة قريباً .فاعلم أن وجه الإشكال ,أن الله صرح بكذبهم في هذه الدعوى التي ظاهرها حق ؛قال في آية "الزخرف":ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون " أي : يكذبون ,وقال في آية الأنعام :"كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم
من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون" وقال في آية "النحل ":"كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسول
إلا البلاغ المبين"
ومعلوم أن الذي فعله الذين من قبلهم ,هو الكفر بالله والكذب على الله ,في جعل الشركاء له وأنه حرم ما لم يحرمه .والجواب عن هذا : أن مراد الكفار بقولهم :"لو شاء الرحمن ما عبدناهم" وقولهم :"لو شاء الله ما أشركنا "
مرادهم به أن الله لما كان قادراً على منعهم من الشرك ,وهدايتهم إلى الإيمان ولم يمنعهم من الشرك .دل ذلك على أنه راضٍ منهم بالشرك في زعمهم .
قالوا :لأنه لو لم يكن راضياً به ,لصرفنا عنه ,فتكذيب الله لهم في الآيات المذكورة منصب على دعواهم أته راضٍ به ,والله جل وعلا يكذب هذه الدعوى في الآيات المذكورة
وفي قوله :"ولا يرضى لعباده الكفر .... فالكفار زعموا أن الإرادة الكونية القدرية ,تستلزم الرضى ,وهو زعم باطل ,وهو الذي كذبهم الله فيه في الآيات المذكورة
وقد أشار تعالى إلى هذه الآيات المذكورة ؛حيث قال في آية الزخرف :"أم آتيناهم كتاباً من قبله فهم به مستمسكون" أي:آتيناهم كتاباً يدل على أن رضوان منهم بذلك الكفر
ثم أضرب عن هذا إضراب إبطال مبيناً أن مستندهم في تلك الدعوى الكاذبة هو تقليد آبا ئهم التقليد الأعمى ؛وذلك في قوله :"بل قالوا إنا وجدنا
آباءنا على أمة " أي على شريعة وملة وهي الكفر وعبادة الأوثان "وإنا على آثارهم مهتدون "
فقوله عنهم "مهتدون " هو مصب التكذيب ؛لأن الله إنما يرضى بالإهتداء لابالضلال .فالإهتداء المزعوم أساسه تقليد الآباء الأعمى ."