سجل الصيف الماضي والذي سبقه عدد كبير من الحرائق, فألسنة اللهب كانت قد أكلت مئات الهكتارات من الغابات الطبيعية والزراعية , حتى إن الحريق الذي نشب في غابات كسب خلال الصيف الماضي, وبسبب اتساع مساحته وكثافة الأشجار في تلك المنطقة لم يتم إخماده إلا بعد انقضاء أيام وبتدخل القوى البحرية والحوامات وفرق الدفاع المدني و كان من اللافت أن محافظة طرطوس وحدها كانت قد شهدت أكثر من 90 حريقا خلال العام الماضي, إلى جانب مئات الحرائق في محافظات أخرى.
لن نسأل, إذا كانت هذه الحرائق قد نجمت عن درجات الحرارة المرتفعة أم أنها كانت مفتعلة والهدف منها تحويل بعض المساحات الزراعية الى مقاسم قابلة للفرز والتنظيم وتشييد المشاريع السكنية والمنشآت السياحية بعد اشتعال الأسعار في سوق العقارات.. لن نسأل مثل هذه الأسئلة التقليدية وإنما نتوجه وفي وقت مبكر إلى الجهات المعنية كي نستفيد من دروس السنوات الماضية فهذه الجهات مطالبة في معالجة بعض الأسباب التي هي خارج إدارة ومسؤوليةالأفراد, فعلى سبيل المثال لا الحصر غالبا ما يتم توجيه الاتهام في أعقاب اندلاع هذا الحريق أو ذاك لما يسمى ب الماس الكهربائي الناجم عن شبكات التوتر العالية المارة ضمن المناطق الزراعية والحراجية, ورغم أن الاعتقاد السائد يشير إلى أن مثل هذا السبب ليس مقنعا, وترمي من خلاله بعض الجهات التملص من المسؤولية.. رغم هذه الحقيقة, ما الذي يمنع من إعداد الخطط الفنية التي تمنع من توضع الشبكات الكهربائية ضمن الغابات والمساحات الزراعية.. وأيضا ما الذي يمنع من شق الطرق لتسهيل وصول رجال الإطفاء إلى هذه الغابات?!.
استمرار نشوب الحرائق وتزايد أعدادها, يعني أن مخاطر لاحدود لها تهدد البيئة وحقيقة إن بعض هذه الحرائق كانت قد تركت الكثير من الحزن والأسى والريبة في آن ومن باب التذكير لا أكثر فإن المحمية الواقعة في منطقة البسيط الساحلية, وشقيقتها في أم الطيور, أكلتهما النيران وقضي عليهما بالكامل قبل عامين.. فهل يمكن أن يتخيل المرء الحجم الهائل لمثل هذه الكارثة البيئة?