قد يعتقد البعض أن جميع أمراض القلب عند الأطفال هي نتيجة الحمى الروماتزمية وتأثيرها على القلب مثل ضيق أو إرتجاج في صمام أو أكثر ولكن هناك مجموعة أخرى من الأمراض تتكون نتيجة وجود عيوب خلقية في تكوين القلب أي أن هذه العيوب أو التشوهات يولد بها الطفل وكثيراً ما تؤثر على الكفاءة الوظيفية لقلب الطفل ..
وتقدر نسبة الإصابة بهذه الأمراض الخلقية للقلب بين الأطفال حديثي الولادة بـ 3 في الألف ..
وتختلف أعراض هذه الأمراض في حالة عن الأخرى، فقد لا يكون هناك أي أعراض على الطفل لفترة سنين طويلة حتى يكتشف هذا العيب الخلقي عن طريق الصدفة أو نتيجة للمجهود الزائد في مرحلة الدراسة أو البلوغ على هيئة ضيق في التنفس ونهجان يظهران عند القيام بمجهود، أو على هيئة التهابات رئوية متكررة وكحة من آن لآخر ولمدة فترات طويلة كما ان هذه الأمراض قد تسبب للطفل بطء في نموه الجسماني فيبدو الطفل أصغر من حجمه الطبيعي وخصوصاً لو قورن بزملائه في نفس سنه ..
أو قد تظهر أعراض العيب الخلقي بالقلب في الطفل بعد ولادته مباشرة فيبدو على الطفل زرقة واضحة في الوجه والأطراف وذلك في الأحوال الشديدة للمرض أو قد تظهر الزرقة أو بتغير لون الطفل فقط عند البكاء ويعود الطفل للونه الطبيعي بعد أن يهدأ الطفل، وفي الأحوال الشديدة قد تكون هذه الزرقة مصحوبة بفقدان الوعي أو الغيبوبة أو مصحوبة بتشنجات ملحوظة ..
وفي الماضي كانت حالات أمراض القلب الخلقية ميئوس من شفائها أما اليوم فإن جراحات القلب الحديثة بعد تقدمها وتطورها قد عالجت كثيراً من هذه العيوب الخلقية وأصبح في الإمكان الآن أن يعيش الطفل عيشة طبيعية ويبلغ سن الستين والسبعين ..
ولقد ساعدت وسائل التشخيص الحديثة مثل رسومات القلب والقسطرة والإشعاعات الملونة للقلب على تحديد العيب ومكانه بكل دقة وسهلت على الجراح إجراء العملية اللازمة ..
وهناك أنواع عديدة من هذه العيوب الخلقية أهمها:
ـ عدم تواجد الشريان الأورطي في مكانه الطبيعي.
ـ ضيق صمام الشريان الرئوي.
ـ وجود فتحات أو ثقوب في الحاجز بين الأذنين الأيمن والأيسر والبطين الأيسر والأيمن.
يتسبب عن هذه العيوب اختلاط الدم المؤكسد بالدم غير المؤكسد. أي الذي به أوكسيجين مع الدم الخالي من الأوكسيجين، فيصل الأنسجة دم وريدي أي خالي من الأوكسيجين وهذا ما يسبب الزرقة في الوجه والأطراف ..
أو زرقة في الشفايف والأطراف .. وفي هذه الحالات يجب عرض الطفل على الطبيب فوراً وخصوصاً وإن نسبة الشفاء في كثير من هذه الحالات بعد العمليات الجراحية أصبحت مطمئنة وكثيراً من الأطفال شفوا تماماً بعد إجراء العمليات الجراحية ويعيشون عيشة طبيعية حتى إن شركات التأمين على الحياة تعاملهم معاملة عادية مثل أي شخص صحيح