الرياضة هي منبع السلام والحب ، منبع الهدوء
والأمان ، هي دواء النفوس وراحة الأجسام . هي ذلك السقف الذي يجمع تحته كل
بلدان
العالم لا فوارق بينهم ولا ضغائن .
في
الرياضة تذوب العصبية وتضمحل العنصرية ، وتندثر كل الصراعات والنزاعات ،
فهي تسمو
بالنفس الإنسانية وتنزهها عن سفاسف الأمور وتغرس فيها الصفات الجميلة
كالتسامح
والتعاون . كما أنها تنظف الروح البشرية من الشوائب والمفاسد فيتحلى
المتنافسون
بالروح الرياضية فيحترمون خصومهم ويتسامحون فيما بينهم بل وحتى يسعدون بفوز
الطرف
الآخر وهذا لا يحدث إلا في الرياضة .
إن الرياضة وجدت لتنشئ فردا مثاليا ذو روح
وأخلاق عالية ، ومثله يجب أن يكون المناصرون يتحلون بأحسن الصفات ، يغمرهم
الحب ،
ويؤمنون بأنه لا يخسر أبدا من يمارس الرياضة .
كذلك الرياضة من شأنها أن تزيل غشاوة الحقد
والبغض بين الشعوب وتنسج بينهم خيوط الأمن والسلام وتوطد أواصر المحبة
والأخوة
بينهم ، فهي الجسر الذي يعرف بلدا على آخر وشعبا بأخر ، والمتحف الذي يحتوي
على كل
ثقافات العالم .
إن الرياضة قبل أن تكون منافسة بين فردين أو
بلدين ، هدف كل منهما الفوز؛ هي انتصار للروح الإنسانية . فلا يهم أبدا
الفوز في
المنافسات الرياضية إن كان على جثث من القتلى أو نيران من الحقد .
إن كثيرا من الناس يخطئون ولا يفرقون بين
الرياضة وبين الجرائم التي ترتكب باسمها ، فمحال أن تشعل الرياضة –
بمفهومها
الصحيح- فتيل الحرب بين بلدين ، ومحال أيضا أن تزرع الحقد بين شعبين . لكن
بعضا
ممن ضاقت بهم الأرض بما رحبت ، وأنفسهم بما حملت ، استغلوا الرياضة لمصالح
شخصية
فشوهوا طهرها وقدسيتها ، وللأسف انقاد الكثير من الناس لأهواء هؤلاء
الضالين .
إن
البشر إن عرفوا غاية الرياضة وقدسوها ؛ أثمر ذلك ودا وتواصلا بين الشعوب
ومهد ذلك
للتبادل الفكري والثقافي وحتى الاقتصادي ولست أبالغ إن قلت التعاون السياسي
بين
البلدان .
أخيرا يجب على الشعوب التي تناصر فرقها
الوطنية أن تعلم أنه بالإضافة إلى تنافس المنتخبات في الملاعب يجب على
الشعوب أن
تتنافس في الأخلاق العالية والروح الرياضية ، فالرياضة هي تلك اليد التي
تلبس
الشعوب الجمال وتأخذ بأيديهم إلى السلام والوئام .
الثلاثاء يونيو 08, 2010 11:06 pm من طرف imtyaz