غاض من وجه ( دانمرك ) الحياءُ -- و بهُجْرٍ قد فاض منها الإناءُ
ما على الكفر لو تأملت ذنبٌ -- ومع الليل توجد الظلماءُ
فانع يا صاح للبرية قوماً -- شنئوا المصطفى و بالإثم باءوا
و تناسوا في حومة الجهل عقلاً -- يمنعُ الطيش إن تنامى العداء
و أساءوا و أمعنوا في الخطايا -- حيث سبوا من شع منه الضياءُ
أكرم الناس أفضـل الخلق طرا -- مثله قـط لن يلـدن النســاء
جاوز المـجد رفعة وشـموخاً -- واستظلت بعـليائه الجـــوزاءُ
حسبه ثـناءُ ربـي علـيه -- لن يضيره نبحهم و العواءُ
ولقد خـفـف المصاب عليـنا -- أنـه لــن يضــره استهـزاءُ
حيـث أن النـبي ربـي كفاه -- وعـلى القـوم قـد يحـل البلاءُ
لـكن الحرب والمكيـدة تقضي -- أن نكون فـي ردنـا حـكـماءُ
نهـــزم الكفر و الضلال بحق -- وبوعي بـما يـكـيده الأعـداء
وبعود للـدين و الشـرع حقا -- إن فـي الدين يا أخــيَّ النـجاء
ليس في الندب و القــعود لدين -- أي نصرٍ يـقـره العـقلاء
ومن النـصر للنبـي أتـبـاع -- لطريق قـد سـنه واقتــفاء
ثـم نـشر لديـنه فـي البرايا -- واعتـناء ٌ بـهديه واحـتفاء
ومن النصـر أن نـقاطع قـوما -- حاربوا ديننا و بالإفك جاءوا
نـهجر الزبـدة الشـهية حـتى -- يـدرك القوم أنـنـا أقـوياء
ومـن النـصـر أن نجاهد فكراً -- يتنادى به و يلحنُ الـدخلاءُ
زعـموا أن القوم فيـما تولوا -- كبره ما أخطـئوا وأســاءوا
إنـما نحـن مـن أسـاء لأنَّـا -- فكرنا فـيه غفلةٌ وغبـاء
يجهل الآخر البـرئ و يقـصيـه -- و فيه الـكره و البغـضاء
ليس من نـصره افـتيات عليه -- و علـى ما يـقرر الـعلـماء
باغـتيـال لمسـتأمـن أو تعـد -- وبـزعمٍ أن العـدو سـواء
ليس من نصـره تجمع حـشد -- يتـولى قيـاده الـغـوغـاء
يفـسدون ويحـدثـون اضطرابا -- وخرابا و قد تراق دمـاء
وختاما لا تحسـبوا الإفـك شرا -- فـلربي فيما قضى ما يـشـاء
فلـعـل الأمر فـيه امتــحان -- لكـثير مـن خـلقه وابتـلاء
ولـعل الله قـد رام مـحـقـا -- لـعـدو بـه يطول الشـقاء
و لعل الله هيأَ نصرا -- فمن السـم قد يكون الـدواء
المصدر: صيد الفوائد