موضوع: الدرس الاول من الدورة...... حول صناعة النفس الأحد يونيو 21, 2009 11:17 am
الدرس الاول من الدورة...... حول صناعة النفس
للإنسان قُدْرَةٌ في إظهار نفسه و تكوينها ، و هو في ذلك غنيٌّ عن إظهار غيره له . و هذه حال كثيرين يعتمدون على غيرهم ، و يرتقون على أكتاف كبرائهم لإظهار أنفسهم . و هذا فيه ما فيه من هضم النفس ، و هَدْرٍ لما وهبها الله من آليَّات النهوض بها ، و الرقي بها في سماء العلو . و لذا كانت وظيفة ( صناعة النفس ) سائدة لدى فئة من الناس لا يُزَاحَمُوْنَ في وظيفتهم ؛ و هذا إنما هو : لقلَّتِهم ، و لعلو همتهم ، و لقوة عزيمتهم . فَمِنْ شابههم سلك دروبهم . و مَنْ لا فلا . و هذه أسطرٌ كاشف فيها معاني ( صناعة النفس ) من خلال مباني الأحرف . و مؤصِّلاً وظيفة ( صناعة النفس ) موافِقَاً أصول الشريعة ، مراعياً أُسُسَ التربية .
معنى ( صناعة النفس ) :- قـد يتبادر إلى الذهن معنى لـ ( صناعة النفس ) غيرُ مُرادٍ لي ؛ و دفعـاً لتلك المبادرة أُبيِّنُ المعنى من (صناعة النفس ) و هو : سعيُ الإنسان _ الجادّ _ نحو إظهار نفسه ، و الكشف عن مكنوناتها و مهاراتها التي تؤدي بها نحو عالم الإبداع . مع اعتماده على ذاته وما كان خافياً فيها من قُدَرٍ . و هذا المعنى هو من بنيَّات الفكر ، و بَوْحِ الخاطر .
قواعدُ( صناعة النفس ) : لـ ( صناعة النفس ) قواعدُ و أصولُ بها تُتْقَنُ و تُحْكَمُ ( صناعة النفس ) ، و بدونها ، و حال تخلُّفِها يكون الخلل ، و يُخَيِّمُ الفشل . و ههنا أمورٌ أربعة هنَّ أصولٌ لـ ( صناعة النفس ) : الأول : معرفة قُدُرَاتُ النفس : إن الله _ تعالى _ متَّعَ الخلق بقُدَرٍ و مواهبَ ؛ و هذه المواهب و القُدَرُ متفاوتةٌ بين الناس ، و هم فيها متباينون . فإذا عرف الإنسان قُدُرَاتُ نفسِه أحسن استعمالها ، و انشغل بها عن غيرها . و معرفة قُدَرُ النفس مُرْتَكِزَةٌ على رَكِزَتَيْن : الأولى : عدم رَفْعِ النفس فوق قدْرِها . حيث ترى _ و هو كثير _ مَنْ يُخادع نفسه و يُلْبِسُها لباس الزور فيُنزلها منازل كبيرةً عليها ، ليست هي من أهلها و لا قَرُبَتْ من أحوالهم . الثانية : عدم إهانتها و إنزالها عن قدرها . و هذه كسابقتها في الكثرة و الانتشار . و أعني بقُدَرِ النفس : ما تعرف النفس أنها ميَّالَةٌ إليه ، و تتيقَّنُ أنها تُنْتِجُ فيه أكثر .
الثاني : حُسْنُ إدارة النفس : إدارة النفس تعني : قُدْرَةُ الفرد على توجيه مشاعره و أفكاره و إمكانياته نحو ما يريد تحقيقه ، و ما يصبو إلى تحصيله . فَحِيْن يستطيع الإنسان أن يوجِّهَ خواطره و مشاعره نحو ما يسعى إليه في حياته يكون بدءُ ( صناعة النفس ) . و إدارة النفس فنُّ له أصوله و قواعده و مهاراته ، فليس هو أمرٌ بالهيِّن ، و لا بالشأن السَّهل . الثالث : تزكيةُ النفس : تزكية النفس هي : تنميتها ، و تطهيرها . فتنميتها تكون بـ : الطاعات ، و الفضائل . و تطهيرها يكون بـ : التخلِّي من الآفات ؛ المعاصي ، سفائل الأخلاق . هذان أُسَّان في تربية النفس و تطهيرها . الرابع : التدرُّج : النفس توَّاقةٌ نحو الدَّعَةِ ، و ساعيةٌ إلى الخمول و السُّكون ، فإذا أراد صاحبها أن يُبْدِعَ في ( صناعة النفس ) فلا بدَّ له من نقلها من مواطن الركود و الدعة إلى مشارف العلو و الرفعة . و هذا يحتاج إلى أن يتدرَّج بها صاحبها من الدُّوْنِ إلى العلو ؛ شيئاً فشيئاً قليلاً قليلاً . و سرُّ ذلك : أن في التدرُّج تنقُّلٌ مُمَهَّدٌ يستدعي تقبُّلَ النفس لتلك الصناعة . و العكس ذو آفة يعرفها من أدرك حقيقة ذاك السر . الخامس : الحكمة : إن ( صناعة النفس ) تقتضي التعامل بالحكمة مع النفس ؛ فلا تُجْهَد ، و لا تُطْلَق لها الأزِمَّة . فيراعيها في موطنين : الأول : موطن الإقبال نحو المعالي ؛ فيغتنم تلك الفرصة لتربيتها ، و تنميتها . الثاني : موطن الإحجام عن الفضائل فيستعمل معها سياسة القيادة من جهتين : الأولى : الترغيب ؛ فيرغب نفسه بفضائل الأفعال ، و مقامات الكمال . الثانية : الترهيب ؛ فيرهب نفسه بعواقب الدُّنُوِّ ، و يُبَيِّنُ لها مساويء الأعقاب .
طرقُ( صناعة النفس ) : لـ ( صناعة النفس ) طريقان مهمان : الأول : طريق ( الذات ) : و أعني به : أن يكون الإنسان هو الصانع لنفسه ؛ و ذلك من خلال القواعد الخمس السابقة . الثاني : طريق الغير : و أعني به : أن تكون ( صناعة النفس ) للإنسان من خلال من هو خارج عنه _ أي : عن نفسه _ من : صاحب ، أو عالم ، أو أبٍ ، … .
مجالات( صناعة النفس ) : المجالات كثيرة و متعدِّدَةٌ ، و لكن سنقتصر ع الاتى على سبيل الحصر : الأول : مجال العلم : فإن أغلب الناس _ الصَّالحين _ ممن أعملَ نفسَه في العلم : طلباً ، و تعليماً ، و تأليفاً ... . و هذه مَحْمَدَةٌ و مَنْقَبَةٌ يُفرَح بها . لكن الأمر المُؤْسِف أن يكون من يشتغل بالعلم دائمَ الصعود و الظهور على أكتاف غيرة ، ملازماً لتقليدهم ، حَذِرَاً من إبداء أي رأي له خَشْيَةَ عدم المُوَافَقَة . و هذه سلبية لا إيجابية . إذ الواجب على الإنسان أن يكون مُسْتَقِلاًّ بنفسه ، مُعْتَمِدَاً عليها . و هذا هو شأن كثير من المشهورين ما أظهرهم إلا هم ، سعوا جادِّيْن نحو ( صناعة النفس ) فأبدعوا و أنتجوا ، في حين أن غيرهم ممن سيطر عليه الخوف ما بَرِحَ مكانه . و لا أعني بكلامي هذا إسقاط ما للعلماء من مكانة و تأثير في نفس الإنسان ، و إنما أُريدُ أن يكون الإنسان ذا رأي مُعْتَبِرَاً لنفسه قَدْرَاً و وزْنَاً ، و يَنْفَرِدُ بالسعي في تَحْصِيْلِ العلم بعد أخذ مفاتحه و أصوله على مشايخه .
الثاني : مجال العمل به : و هذا أكثر و أشهر من سابقه . و ( صناعة النفس ) فيه تكون بأن يَعْتَمِدَ الإنسان على ذاته في تبليغ ما تحصٌل عليه ، و نشره في أوساط الناس . و كذلك أن يسعى لإيجاد طرائق مُتَعَدِّدَةٍ لتبليغ ذلك ، و النشر في أوسع نطاق .
:
نكتفى بهذا اليوم...... : وحتى نلتقى فى الدرس القادم .... أسأل ماذا تعلمت / ى فى هذا الدرس ....؟؟؟؟
:
وسنحاول ان نتعرف بإيجاز فى الدرس القادم على :
1- من أين يستمد الإنسان طاقته وحيويته ونشاطه ؟ 2- كيف يتخذ الإنسان قراراته ؟ 3- كيف ينظم الإنسان العالم من حوله ؟
موضوع: رد: الدرس الاول من الدورة...... حول صناعة النفس الإثنين يونيو 22, 2009 3:29 pm
على الموضوع القيم
ماذا تعلمت في هذا الدرس؟
معنى صناعة النفس و هو أن نسعى لإكتشاف قدراتنا و مواهبنا و إيقاظ مارد المصباح الذي بداخلنا
ثم تطرقنا إلى قواعد صناعة النفس 1 ـ معرفة قدر النفس نعطي لنفسنا حقها لا مبالغة و لا تقصير 2 ـ حسن إدارة النفس بأن نحسن توجيه مشاعرنا و أفكارنا و إمكانياتنا لتحقيق هدفنا الشريف 3 ـ تزكيةالنفس بتنميتها بالطاعات و تطهيرها من المعاصي 4 ـ التدرج : من الدون إلى العلو شيئا فشيئا لتتقبل النفس التغير 5 ـ الحكمة : تستعمل في التعامل مع النفس ففي مواضع الإقبال نزكيها و في مواضع الإحجام عن الفضائل نرهبها و نرغبها
ثم تعرفنا على طرقها: طريق الذات باستعمال القواعد الخمسة طريق الغير كالأهل أو الأصدقاء
و في الأخير أخذنا أمثلة من مجالاتها المتنوعة 1 ـ العلم بالطلب و التعليم و التأليف بالإبداع و إبداء الرأي و إستقلالية النفس و الإعتماد عليها 1 ـ العمل بالعلم و تبليغه