من هي حواء؟ ومن هو آدم؟
1- من هي حواء؟
يقول الدكتور "علي كمال ": يستطيع الرجل أن يعيش من دون أمرأة.. ولكنه لا يستطيع القول إنه كان حيا..
المرأة هي النصف الحلو المكمل للرجل، وهي الجنس اللطيف الذي يبحث عنه
الرجل وهو مراهق وهو ناضج، هي سندريلا أحلامه، قيثارة أنغامه، وقاموس
كلماته، وهي أمه في الصغر، وزوجته في الكبر، وممرضته في الشيخوخة، هي
صاحبته التي خلقها الله له.
ما أحوج الرجل إليها، وما أفقره إلى مثلها. إنها حاضنته ومربيته وأمه التي
حملته وأحاطته إهتماما. أم أولاده، طاهية طعامه، وغاسلة ثيابه، وواحة قلبه
الخضراء. وهي المخلوق الذي أوجده الله ليأنس به في حياته، ويخفف متاعبه
وأوجاعه، هي عصب الحياة وقوامها، ملهمته في الشعر، وألوانه في الرسم،
وقصته التي لم تنته بعد. هي لغز لم يستطع أحد من الرجال أو النساء فك
رموزه كلها، أو كشف النقاب عن وجهه تماما. المرأة ليست نصف المجتمع، بل هي
المجتمع كله بما تملك من مؤثرات قوية وعنيفة تجاه الزوج والأبناء،
والأمهات والآباء. فوراء كل رجل صالح أمرأة صالحة، ووراء كل رجل عظيم
أمرأة عظيمة، ووراء كل الأبناء البررة أم بارة. من عظمتها وقوتها يأخذ
الزوج، ويرتشف الابن ويتغذى المجتمع. ومن عجيب أمر المرأة أنها أقوى
سلطاناً على الرجل، وهي أضعف منه وأكثر تجرما به، وهي أظلم منه وأكثر وفاء
له، وهو أحذر منها وأكثر منها شكوى، وهي أهدأ منه بالا، وألصق بأولادها
منه وهم ينتسبون إليه. فالمرأة تجمع صفات الذئب والثعلب والشاة.
- الزوجة الذكية تحل لك المشاكل، والعاقلة تخفف عنك المتاعب، والجميلة
تخلق لك المتاعب، والحمقاء تزيد المشاكل. وقد تباينت نظرة الرجال إلى
المرأة تباينا شديداً بين ممجد لها ومادح، وبين مسفه لها وقادح.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها، وإن إستمتعت بها، إستمتعت بها، وفيها عوج).
1- من هو آدم؟
هو النصف المكمل للمرأة في هذه الحياة، والقوي والمفتول العضلات، والأجش
في صوته، العنيف في غضبه، الطفل في قلبه. والرجل هو شريك المرأة في حياتها
شاءت أم لم تشأ، أمنها.. ملاذها.. لباسها الساتر الواقي.
وهو محطة إبتلاء، وتقييم لمدى إيمانها وصحة إعتقادها، وصدق إتباعها لأوامر
ربها ورسوله صلى الله عليه وسلم. الرجل هو أب المرأة، وأخوها، وإبنها،
وعمها، وجدها، وخالها والذين تربت في كنفهم، وإرتوت من عطفهم، وإرتمت في
أحضانهم، وتعلمت من سلوكهم، وإعتنقت معتقداتهم في الحياة. الرجل هو ربان
سفينة الحياة الزوجية، الذي عليه أن يتعلم فين القيادة والإبحار، وإتجاهات
الريح وسرعتها، ويتدرب على الملاحة؛ حتى لا يفاجئه الزمان بأنه قبطان في
الوقت الذي يخشى فيه أن يبتل ثوبه بالماء، ولا يعرف فن العوم، ويخاف أن
يغرق في أمواج اليم. الرجل هو الحارس الأمين لقلعة الأسرة، وبقدر حكمته
وقوته ووضوح رؤيته تسد وتحمى الثغور، وتقام الأسيجة التي تحول بين الذئاب
والكلاب الضالة وفريستها، وبقدر ضعفه وتهاونه وتخاذله يختلط الحاجل
بالنابل، والغث بالسمين، وتختلط الأدوار، ويغدو الليل نهار والنهار ليل،
والحق باطل والباطل حق.
الرجل هو الراعي للمرأة في الكبر، والابن البار لأمه في الصغر، والأخ
والصديق لأخته في المراهقة، والأب الناصح لأبنته دوماً، والجد المغدق على
حفيدته حبا وبرا. الرجل هو رأس البيت المدبر، والحاكم الآمر الناهي، وكلما
كان الحاكم عادلاً وحكيما، ويتبع قانون الشورى لا الديكتاتورية كلما كانت
قراراته شائبة سليمة لا سقيمة، متينة لا ضعيفة، عادلة لا ظالمة، كريمة لا
لئيمة.
الرجل هو ذلك الثعلب الماكر أو الذئب الغادر، الذي إذا إستبدت به شهوته
وتحكمت فيه غريزته فتك بفريسته، وغرر بضحيته. هو ذلك الوحش الكاسر،
والمخلوق الغشوم الجهول، إذا لم يخضع سلطانه وشهواته لسلطان الله
وأوامره.. والرجل أقوى من المرأة في عضلاته، لكنه أضعف منها في إرادته
ومقاومته، وهو أغلظ منها صوتا، وأدق منها فكراً.
www.balagh.com