موضوع: رمضان من دمشق الثلاثاء أغسطس 18, 2009 5:19 pm
تنفرد مدينة دمشق العريقة عن غيرها من المدن بأجواء رمضانية مميزة، وقد حدثتنا الصديقة رولى عن الترتيبات والأجواء التي تسبق رمضان في دمشق فقالت :
نحتفل قبل مجيء رمضان بصيام وقيام بعض أيام شهري رجب وشعبان، كليلة 27 من رجب وهي ليلة الإسراء والمعراج، وليلة 15 من شعبان ونسميها ليلة النصف من شعبان . وهناك العديد من المأكولات الشعبية المشهورة التي تُصنع في هذه الأيام خصيصاً كالعجوة مثلاً، كما يقوم الناس بشراء بعض المواد الغذائية التي يستهلكونها في رمضان رمضان عند السحور
وأثناء تجولنا في أحياء دمشق عند السحور قبل أذان الفجر التقينا بالمسحراتي الذي يدعى أبو طبلة مع ابنه الصغير، حدثنا أبو طبلة عن مهنته وهو يقرع طبلته قائلاً: نعم يا شيخ الشباب اسمع .. أحم .. يبدأ اليوم الرمضاني عند السحر حيث أوقظ الناس للسحور قبل ضرب المدفع ، فكما تعلم ياشيخ الشباب فإن الرسول الكريم اللهم صلي عليه .. صلي عليه ياأستاذ .. قال: تسحروا ففي السحور بركة .. ثم بدأ أبو طبلة نشيده اليومي: يانايم وحد الدايييييييم .. تا تا تاق .. وحدوووه .. تا تا تاق ... رمضان عند الإفطار
العشر الأول من رمضان للمرق، والعشر الأوسط للخرق، والعشر الأخير لصرِّ الورق
هذا مثل شائع في دمشق وعندما سألنا عن معناه قالت لنا الحجة أم محمد: شوف يا حبيبي .. العشر الأول للمرق يعني أننا نهتم بإعداد وجبات الطعام كالكبة والمحاشي وحراق باصبعو والفتوش الأخضر والفول والحمص وغيرها.
والعشر الأوسط للخرق يعني شراء ثياب العيد . والعشر الأخير لصرّ الورق يعني لصنع حلويات العيد أو شرائها كالمعمول والكنافة والنهش والمدلوقة والناعم .. وصحتين وهنا ..سكبة رمضان
في أحد الأسواق الشعبية التقينا أبو عنتر بائع عصير عرق السوس، وحدثنا عن عادات رمضان قائلاً: في رمضان تعم الرحمة الناس، وتنتشر المحبة بينهم، ويتسابق الجيران لكسب الثواب بتقديم أطباق الطعام لبعضهم البعض، وهذا مانسميه بسكبة رمضان. وفي المسجد الأموي هناك الأجواء مختلفة تماماً، حيث يعلو الأذان المميز والدعاء عالياً فوق حارات دمشق القديمة وفي كل بيت من خلال البث التلفزيوني، ويقام فيه بعد صلاة المغرب إفطار كبير لمئات الصائمين على نفقة أهل الخير الموسرين .الحكواتي
من الشخصيات التقليدية الطريفة المشهورة في رمضان شخصية الحكواتي ، حيث ياسادة ياكرام يتبوأ الحكواتي مكانه في صدر المقهى ويقصّ على الحضور القصص الشعبية بإسلوبه الشيق .
وفي أحد المقاهي الصاخبة التقينا بالعم سعيد كان يرسم ابتسامة عريضة من تحت شاربيه الكبيرين المعقوفين للأعلى، وأخذ يقص علينا قصة الحكواتي ودعانا للاستماع إليه قائلاً:
مارأيكم أن تشاركونا الاستماع للحكواتي ياأستاذ ؟ اليوم سوف يخطب عنترة عبلة من أبيها الإفطار في المسجد الأموي
نحن الآن في المسجد الأموي حيث حشود الناس المكتظة تترقب أذان المغرب والإفطار. جلسنا ننتظر معهم .. فقد هيئت أماكن الطعام في ساحة المسجد وجلس الناس في مجموعات منظمة،كان الجو رائعاً، والليل يلبس ثوب السواد، والهدوء والسكينة تعم الأجواء فمنهم من يتسامر في صوت خافت، ومنهم من وضع القرآن الكريم أمام وجهه وهو يقرأ هازاً بجسده إلى الأمام وإلى الخلف، ومنهم من خبأ وجهه بين يديه وهو يدعو الله بخشوع في هذه الساعة المباركة
مدفع رمضان يعلن السحور والإفطار
بووووووم .. إنه صوت المدفع العالي يدوي في أرجاء دمشق مرتين في اليوم الرمضاني الشامي
مرة قبل الفجر يعلن دخول وقت السحور
ومرة عند المغرب يعلن دخول وقت الإفطار. والآن حان وقت الإفطار بعد يوم متعب .. أخذنا بضع تمرات لنبدأ الإفطار الشهي في المسجد الأموي .. وكل عام وأنتم بخير .