التقى الدكتور إبراهم الفقي رجلا قد بلغ من عمره 68 عاما فسأل الرجل الدكتور وهو متردد قائلاً : "
هل يمكنني أن أحضر الدكتوراه ؟ " فقال له الدكتور : " نعم وما الذي يمنعك ؟! " فقال :" العمر "
فرد الدكتور بقوله : " إذا لم تمت فكم سيكون عمرك بعد 4 سنوات ؟ " فقال :" 72 سنة " ثم
سأله : " وإذا قمت بعمل الدكتوراه فكم سيصبح عمرك بعد تلك السنوات الأربع ؟! " فقال :" 72
سنة " .
حينما ننقب في عمق هذا الحوار ستضاء في أذهاننا قناعة أن صاحب الطموح وإنسان العزيمة لا يتكئ
على الحيل النفسية التي تحلل من قوة تطلعه , وتجعله ينظر حوله ليجد أعذارا يتوقف بسببها عن العمل
لبناء غده وصنع مستقبله .
إن وجود هدف نحيا لنحته هو المحرك الأساسي للنفس البشرية فهو كالهواء الذي نتنفسه وبدونه لا
نستطيع العيش, وبدون صياغة له تصبح حياتنا نموذجا للملل والضجر , وإن كوننا ننتمي إلى هذا الدين
العظيم فهذا كفيل بأن نكون على وعي وإدراك للغاية العظمى من خلقنا وهذا الأمر الذي يفتقده كل من
لم يؤمن بالله إلها وبمحمد – صلى الله عليه وسلم– نبيا .
يقول ستيفن كوفي :" يجب أن نضع أهدافا في حياتنا على أبعد مدى منظور ممكن , فكلما كانت أهدافنا
أشمل وأبعد نظرا يمكن بشكل أفضل معرفة ما هو الشيء الصحيح الذي يجب أن تقوم به الآن ... إن
الأهداف يمكن أن توضع لكل العمر أو لحياتنا المهنية أو لحياتنا الخاصة , أو يمكن أن تحدد لعدة
سنوات قادمة " .
إن من يريد أن يحيا حياة هانئة لابد أن يكون له معنى لوجوده يعيش من أجله ويضحي في سبيل
رسمه , و إن مجموع أفرادنا يمثل مكونات الأمة وكلما تدفقت أهدافنا سوف ترفرف الانتصارات وتعلو
الإنجازات , لذا فنحن نحتاج استنبات طرائق لتحويل أهدافنا إلى مشاريع ومنهاج , لابد أن نكون من
حملة المشاعل التي تنير المستقبل من خلال ديجور الحاضر .