الحمد لله وحده لا شريك له ،والصلاة والسلام على من لانبي بعده، اما بعد:
إليك اخي تلك الكلمات في موضوع كثير من الناس من ينساه في زحمة الحياة، بالرغم من أنهم مقدمون عليه، ولا بد من أن يتجرعوا كأسه، إنه الموت!
لا يعرف الصغير... و لايميّز بين الوضيع والوزير... ولا يحابي صاحب المنصب الكبير....
أخي المسلم: هل خلوت يوما بنفسك فقلت لها: يا نفس إنّك شيء!، وقد قال الله تعالى:
" كل شيء هالك إلا وجهه".
أخي،
"إنّه هاذم اللّذات!" دعاك النبي صلى الله عليه وسلم إلى كثرة تذكّره! إذ يقول صلى الله عليه وسلم:
" أكثروا ذكر هاذم اللّذات" رواه الترميذي والنسائي
أخي: أليس من العجيب أن نودع كل يوم ميّتا! ثم لايحرّك ذلك لبا! ولا يثير خوفا او فزعا؟!.
بل كأن الموت مكتوب على هذا المشيّع وحده! فكم في هذه الغفلة قبيحة! وكم هي كريهة وشنيعة! إنه عمى القلوب! و ما أسوأ من عميّ...
"فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".أخي: إذا شغلتك الدنيا! فتذكر الموت... قإنك راحل! ولن تجد لتلك النفس سوطا أشدّ عليها من تذكر الموت!
" فهل تفكّرت يا ابن آدم في يوم مصرعك وانتقالك من موضعك؟! وإذا نقلت من سعة إلى ضيق! وخانك الصّاحب والرفيق!
وهجرك الأخ والصديق! وإخذت إلى فراشك و غطائك على غرر! وغطوك من بعد لين لحافك بتراب ومدر! فيا جامع المال والمجتهد في البنيان!
ليس لك والله من مال إلا الأكفان! بل هي والله للخراب والذهاب! وجسمك للتراب والمآب! بل تركته إلى من لا يحملك! وقدمت بأوزارك على من لا
يعذرك!" الامام القرطبيأخي ، كم مضى من الدنيا؟! وكم هلكت من أجيال و أمم؟! كم من ميّت من إخوانك و أحبابك أودعته في جوف الثرى؟ كم مرّة حدثتك نفسك أنك قد
تموت اليوم أو غدا؟ كم من العمر مضى و أنت تؤمّل الآمال العراض؟ وهل بلغت كلّ ما تؤمل؟ وإن؟ هل وقفت بك الآمال عند أملك؟
أخي تذكر ... ثم تذكر... وإليك..:"
للعبد رب هو ملاقيه، وبيت هو ساكنه، فينبغي له أن يسترضي ربّه لقائه، ويعمّر بيته قبل
انتقاله إليه" الامام ابن القيم.
أخي كن على حذر! وهل يغني الحذر؟ ما بقي أخي غير العمل الصالح فهو خير زاد... وخير رفيق يوم المعاد... ورضتك يوم الرقاد .. وانيسك
إذا تفرق عن قبرك العباد...
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم