اخوتي واخواتي لا تخفى علينا أهمية وجود صديق وفي نثق فيه ، يقف إلى جانبنا في السراء والضراء، و الصداقة الحقيقية كنز لا تكفيه كنوز الدنيا بأكملها... والمرء على دين
خليله... فالمؤمن سيتأثر بالصديق الذي يختاره لذا فان اختيار الصديق الصالح يعتبر من الامور المستعصية والتي يجب النظر فيها بعمثق حتى لانجالس رفقاء السوء.... اما بعد
فاليكم هذه الباقة البسيطة من الكلمات التي أرجوا ان تعود عليكم بالفائدة المؤمن يجب ان يتخذ صديقه الحميم من بين المؤمنين...يطمئن إليه، ويأنس به، ويتخذه صفيا يطلعه على سره، ويثق فيه، ويستشيره في معضلات الامور... ويبثه همومه،
ويخصه بمزيد من القربي.
و لأهمية الصداقة يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن نصطفي أصدقائنا، إذ أن الصديق يتأثر بصديقه، في خلقه وعاداته وسلوكه...
لهذا يقول صلوات الله وسلامه عليه مثلا لتأثير الصديق في صديقه فيقول :
(انما الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير.. فحامل المسك إما أن يحذيك، و اما
أن تبتاع منه، واما تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير اما أن يحرق ثيابك، واما أن تجد منه ريحا خبيثة)لماذا يأمرنا رب العالمين سبحانه وتعالى أن نتخذ أولياءنا و اصدقاءنا من المؤمنين خاصة...؟ ذلك لان الايمان صفة تدفع صاحبها إلى الاخلاص و تحمله على أن يكون سببا في
خير صاحبه، بل تدفعه إلى أن يدرأ الشر عن صديقه، فالمؤمن..وفي، امين، مخلص، ودود، صادق في مودته ومحبته. ولهاذا ينهانا رب العالمين في كتابه عن أن نتخذ اولياء من
غير المؤمنين، مبينا علة ذلك النهي الحكيم في اكثر من آية من آيات التنزيل الحكيم، فيقول سبحانه :
" يا أيّها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا، ودوا ما
عنتم، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر، قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون" إن رب العالمين سبحانه ينهى المؤمنين عن اتخاذ صداقات تكون موضع الثقة، وأهلا للاطلاع على الاسرار من غير المسلمين:"
لا تتخذوا بطانة من دونكم" اي لاتتخذوا صداقات
من غيركم، اما علة هذا النهي فقد بينها سبحانه بقوله:
" لا يألونكم خبالا" أي هؤلاء لا يقصرون في إلحاق الأذى والضرر بكم...فالأفضل لك
أخي المسلم واختي المسلمة أن تتخذ صديقا مؤمنا يكون بالنسبة لك كحامل المسك...فالايمان يربي النفس والهوى يضيعها.
فهل فقه المسلمون بعض هذه المعاني.؟ وهل يعلمون بها اليوم...؟ غن واقع المسلمين مرّ اليم... لقد خلفوا كتاب ربهم وراء ظهورهم، ونبذوا آدابه وتعاليمه، وانقسموا فعادى
المسلم اخاه المسلم وراح يكيد له وراح هؤلاء الغير مسلمين ينفثون سمومهم، ويبثون بين المسلمين العداوة والخقد والبغضاء، هادفين من وراء هذا غلى تمزيق شملهم، وتفريق
جماعتهم
المصدر: كتاب طريق النجاة