إن أمتك الإسلامية أمة وعدها الله بالنصر والتمكين .. وهي أمة عريقة في انتصاراتها وانجازاتها وأمة على قدر مسئولياتها وهي على أبواب استعادة مكانتها واستئناف حياتها الإسلامية، وتخوض في سبيل ذلك صراعًا بكل طاقتها المشتتة بفعل تقسيمات المستعمرين لها بعد إلغاء الخلافة.
وفي باكستان البلد الإسلامي صاحب سابع أقوى جيش في العالم يسير الصراع على أشده بين أميركا وعملاءها من جهة وبين العاملين لاستعادة سلطان الأمة وإقامة الدولة الإسلامية (الخلافة) التي تحكم بالإسلام وتجاهد الكفار وتحفظ مقدرات البلاد من جهة أخرى.
فحكام باكستان وحكام المسلمين بعامة اليومَ أمراءُ فـُرقة، يُستغضبونَ ولا يَغضبون، ويُبغى علينا فلا يَنتصرون، ويُهددُهُم العدوُّ فيخنعون، ويتوعدُهم فيركعون ويسجدون, ويأمرهم فيُطيعون، استسلموا للهوان، ورضوا بالخذلان .. يضحون بأرواح المسلمين من المدنيين والعسكريين لإنقاذ أميركا المتعثرة في أفغانستان، ويدخلون النفوذ الأميركي إلى المؤسسة العسكرية ويريدون تفتيت قوة جيش باكستان ويخشون من سيطرة المخلصين على السلاح النووي الذي يرهب أعداء الله.
فقد سمحت الحكومة الباكستانية الحالية لشركات القتل الأميركية الخاصة مثل بلاك ووتر وأجهزة الاستخبارات الأميركية بالقيام بأعمال قتل وتفجير ضد المسلمين لإيجاد رأي عام مؤيد للحرب التي يشنها حكام باكستان على المسلمين بحجة مكافحة الإرهاب المزعوم نيابة عن أميركا،
وقد نُقل عن وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس في 8/12/2009 قوله لمحطة صوت أمريكا) :كلما تلقوا مزيداً من العمليات التفجيرية من مثل عملية التفجير التي حصلت في المسجد براولبندي، كلما طلبوا منا مزيداً من المساعدة(. وقد صرح قادة أميركيون عن خوفهم من وقوع السلاح النووي والقوة الباكستانية تحت سيطرة من يريد إقامة الخلافة في دراسة تتداولها دوائر صنع القرار في أميركا حيث جاء فيها: ولكن الخطر الكبير يكمن في الانقلاب الذي يمكن أن يقوم به حزب التحرير داخل الجيش الباكستاني ... وقد توقع سياسي رفيع المستوى في إدارة أوباما بأن يقوم حزب التحرير، الحزب السني الذي يهدف لإقامة دولة الخلافة، بالانقلاب المذكور .... لقد اخترق حزب التحرير الجيش الباكستاني وبنى له خلايا داخله.
فهو سباق بين الأمة وبين أميركا على باكستان، أميركا تريد تجيير قوة باكستان لخدمتها على حساب دماء المسلمين والأمة تريد أن تكون قوة باكستان حامية للأمة ولدين الأمة.
وحيث يقود حزب التحرير العمل ضد النفوذ الأميركي وضد عملاء أميركا، فإن حزب التحرير قام بفضح كل عمليات التحايل على الأمة وكل العمليات التفجيرية التي استهدفت المسلمين وكل الاجتماعات والخيانات، ووجه كتابًا مفتوحًا لحكام باكستان حاسبهم فيه وبشدة على خياناتهم، وأرسل عرائض تدعو إلى إنهاء النفوذ الأميركي، وخرج بالمسيرات رغم أنف الحكومة وأجهزة أمنها مرات ومرات وواجه الاعتقالات العلنية والسرية، وخاطب القوات المسلحة وعمل فيها لتقف سدًا منيعًا أمام انهيار باكستان ورهنها للإرادة الأميركية الصليبية.
من جانب آخر فقد تم إشغال الناس بأزمات مفتعلة من مثل أزمة الكهرباء كي لا يتوجهوا لمقاومة حرب أمريكا على الإرهاب ومواجهة شركات القتل الأمريكية من مثل شركة بلاك وتر وداين جروب ممن ينشغلون في خلق الفوضى في البلاد، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل دُفع بباكستان في أحضان أمريكا بعد أن خرب الحكام العملاء اقتصاد باكستان ودفعوا بالناس في مستنقع الفقر والجوع والتضخم والانقطاع الدائم للتيار الكهربائي.
وأخيرًا وفي 9 مايو 2010م تحدى حزب التحرير حكام باكستان وألقى نداء علنيًا أمام وسائل الإعلام للقوات المسلحة الباكستانية بأن تشهر سيفها وتخلع الحكام الخونة لتُعلن الخلافة في الأرض وتكون باكستان المسلمة القوية نقطة توحيد الأمة الإسلامية، وقد قامت المخابرات السرية بتهديد الحزب حتى لا يقوم بمخاطبة الجيش علانية واعتقلت من اعتقلت ولكنها فشلت في منع صوت الحق، وتم توزيع نص النداء على أوسع نطاق ممكن بحيث يصل إلى كل فرد في القوات المسلحة الباكستانية ما أمكن، فاغتاظ حكام باكستان وراحوا يعتقلون حتى من لا صلة لهم بحزب التحرير!
إن كانت الصومال البلد الفقير والضعيف تمكن من هزيمة القوات الأمريكية الجبانة المسلحة، وإذا كان المسلمون في العراق وأفغانستان قد تمكنوا من منع أمريكا من التمكن من بلادهم، فما الذي يمنع باكستان التي تملك أقوى جيش في العالم الإسلامي وعندها السلاح النووي، من إجبار أمريكا على الرحيل؟ وخصوصا في وقت ضعف أمريكا، وكره العالم جميعه لها؟ فهي منتشرة في العالم بأكبر من حجمها وقدرتها، وجنودها فاقدون للشجاعة بالرغم من تدجيجهم بالسلاح، تنافسها أوروبا وروسيا، وتواجه أزمة اقتصادية زادتها وهناً على وهن دون أن يبدو لها مخرج منها، وقد أنفقت المليارات لإنقاذ حملتها الصليبية المتعثرة وما زالت تتطلب منها إنفاق المزيد! ألا يذكركم حال أمريكا الهزيل بقول رب العزة:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}
أيها المسلم الغيور على دينه المحب لأمته:
إن الإسلام يتطلب منك أكثر من الصلاة والصيام، إنه يتطلب منك العمل لإيجاده مطبقًا في واقع الحياة، يتطلب منك الكفاح في سبيله والعيش من أجله والدعاء للعاملين له. فالمسلمون يُذبحون من الوريد إلى الوريد ؛ يُذبحون في باكستان وفي الهند، ويُذبحون في بورما، ويُذبحون في الصين، وأفغانستان، والعراق، وفي فلسطين وفي السودان وفي الصومال وفي الشيشان وفي الداغستان واوزبكستان وقرغيزستان وتركمانستان ..
أيتها الأمة الكريمة: حَطـِّمي الأغلال، واخلعي أمراءَ الفرقة الأنذال، وبايعي الخليفة القتـَّال، وادفني الرومَ في الرمال، ثمَّ رُدي عليهم الكرة، المرة َتلوَ المرة، حتى تـُفتح روما والدجال، ويَظهَرَ دينُ الله على الدين كله بالنصر والظفر والتمكين والاستخلاف على المنهاج، فثقي أمَّتي بصدق ِوعدِهِ، وقريبِ نصرهِ، فانه لا يُخلف الميعاد، ولا يُبَدَّلُ القولُ لديه، فمَن أصدقُ منه قيلا؟ طلـِّقي الدنيا الفانية, واطلبي الآخرة َالباقية, فما عندَ الله خيرٌ وأبقى, وإنَّ ما عندَ الله عِزُّ الدنيا، وحُسن ثواب الآخرة، ومن اعتز بغيرِ اللهِ ذلَّ في الدنيا والآخرة.