بشائر الأمل
القارئ الكريم.. هذه طائفة من بشائر الجنّة، أحببنا أن نضعها بين يديك حتى تعيش الأمل بلطف الله والثِّقة برحمته، على أن لا تنس فالمطلوب التوازن بين (الخوف) وبين (الرَّجاء)، فالخوف وحده تعطيل للعمل، والأمل وحده تعطيل للعمل، وبتوازنهما في القلب يكون الإيمان.
1- إماطة الأذى:
عن النّبيّ (ص): "دخل عبدٌ الجنّة بغضٍّ من شوك كان على طريق المسلمين فأماطه (أزاحه) عنه".
2- العقوبة خيار وليست حتماً:
الرسول (ص): "مَنْ وعده الله على عمل ثواباً فهو مُنجَزٌ له، ومَنْ أوعده على عملٍ عقاباً فهو فيه بالخيار"، أي أمّا أن ينفِّذه أو يلغيه.
3- ضمان مقابل ضمان:
النّبي (ص): "إضمنوا شيئاً من أنفسكم أضمن لكم الجنّة: أصدِقوا إذا حدّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدّوا إذا ائتمنتم".
4- كسب العيش مغفرة:
وقال (ص): "مَنْ باتَ كالّاً (متعباً من عمله) باتَ مغفوراً له".
5- صدق النِّية وصلاح السّريرة:
الإمام عليّ (ع): "إنّ الله سبحانه يُدخِل بصدقِ النِّية والسريرة الصّالحة مَن يشاء من عباده الجنّة".
6- أتريد أن تُحشَر في النّور؟
قال رجلٌ للنّبيّ (ص): أحبّ أن أُحشَرُ يوم القيامة في النّور؟
قال (ص): "لا تظلم أحداً تُحشَر يوم القيامة في النّور".
7- حُسن الظّنّ بالله ثمنه الجنّة:
وعنه (ص): "لا يموتنّ أحدكم حتّى يُحسِن ظنّه بالله عزّوجلّ، فإنّ حُسن الظنّ بالله عزّوجلّ ثمن الجنّة".
8- شباب في طاعة الله:
وورد عنه (ص): "خير أُمّتي مَنْ هدمَ (قضى) شبابه في طاعة الله، وفطمَ نفسه عن لذّات الدنيا، وتولّه بالآخرة، إنّ جزاءه على الله أعلى مراتب الجنّة".
9- قول (لا إله إلّا الله):
وعنه (ص): "مَنْ قال: لا إله إلّا الله، يُصدِّق قلبه لسانه، دخل من أيِّ أبواب الجنّة شاء".
10- قرينة داود (ع) في الجنّة:
أوحى الله تعالى إلى داود (ع) أنّ (خُلادة بنت أوس) بشِّرها بالجنّة وأعلمها أنّها قرينتك (معك) في الجنّة، فانطلق إليها فقرعَ الباب عليها، فخرجت وقالت: هل نزل فيَّ شيء؟ قال: نعم، قالت: ما هو؟ قال: إنّ الله تعالى أوحى إليَّ وأخبرني أنّكِ قرينتي في الجنّة، وأن أُبشِّركِ بالجنّة. قالت: أوَ يكون إسمٌ وافق إسمي! (أي ربّما تكون مشتبهاً). قال: إنّكِ لأنتِ هي. قالت: يا نبيّ الله! ما أكذِّبك ولاء الله ما أعرف في نفسي ما وصفتني به.
قال داود (ع): أخبريني عن ضميركِ وسريرتكِ ما هو؟
قالت: أمّا هذا فسأخبركَ به، أخبركَ أنّه لم يُصبني وجع قطّ نزل بي كائناً ما كان، ولا نزل ضُرٌّ بي، وحاجة وجوع، كائناً ما كان إلّا صبرتُ عليه، ولم أسأل الله كشفه عنِّي حتّى يحوِّله الله عنِّي إلى العافية والسِّعة، ولم أطلب بها بدلاً، وشكرتُ الله عليها وحمدتُه.
فقال داود (ع): فبهذا بلغتِ ما بلغتِ!!
وقال الإمام الصادق (ع)، الذي نقل الرّواية: "وهذا دِينُ الله الذي ارتضاه للصّالحين".
- قيلَ في الحكم والأمثال:
1- "إذا اشتدّ الأمرُ هانَ".
وقيل: "إذا ضاقَ الأمرُ اتّسع".
ورُوي أنّه جاء في الحديث: "اشتدِّي أزمة تنفرجي".
وقيل: "عند اشتداد البلاء يكون الرّخاء".
وكانت العرب تُعبِّر عن انفراج الأزمات بقولها: "غمراتٌ ثمّ ينجلينَ"، والغمرات هي المصائب والشدائد.
بل وكانوا يتفاءلون بقولهم: "من ساعةٍ إلى ساعةٍ فرج"!
2- "دوامُ الحال من المحال"، وذلك وهو معنى قوله تعالى: (وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) (آل عمران/ 140).
3- وتنافس الشعراء في تصوير (الإنفراج) بعد (الشدّة)، فقالوا:
وما من شدّةٍ إلّا سيأتي **** لها من بعدِ شدّتها رخاءُ
وقال آخر مستوحياً قوله تعالى: (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) (الشرح/ 5):
وكُلُّ الحادثاتِ وإن تناهت **** فمقرونٌ بها الفرجُ القريبُ
وقال آخر في استيحاء (اليُسْرين) بعد (العُسْر) في سورة (الشّرح) أيضاً:
لا تَجْزَعنّ لعُسْرةٍ من بعدِها **** يُسرانِ وعدٌ ليسَ فيه خِلافُ
كَمْ عُسْرَةٍ ضاقَ الفتى لنزولها **** للهِ في أعطافِها ألطافُ!
ويصف (البحتري) ألطاف الله الخفيّة، فيقول:
وربّما جلبَ المكروهُ عاقبةً **** تُرجى وأُردفَ بعدَ السُّوءِ إحسانُ
ويقول أحدهم أنّ الأمور تبعاً للنظر إليها، فما تضيِّقه يضيق، وما توسِّعه يتّسع:
إذا ضيّقت أمراً ضاق جدّاً **** وإن هوّنت ما قد عزّ هانا
فلا تهلك لشيءٍ فاتَ بأساً **** فكَمْ أمرٍ تصعّب ثمّ لانا
وفي فلسفة الحوادث والنكبات وتقلّب الأيّام، يقول آخر:
رُبَّ أمرٍ تتّقيه **** جرَّ أمراً ترتجيهِ
خَفيَ المحبوبُ منهُ **** وبدا المكروهُ فيهِ!
"وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربّ العالمين".
www.balagh.com