اي مستقبل للارض في ظل اساءة استخدام مواردها الطبيعية؟
علماء أميركيون يرسمون سيناريو مخيف لمستقبل
الأرض متوقعين فناءها خلال 500 مليون سنة
نهاية العالم، وهي العملية البطيئة على الصعيد البشري، بدأت بالفعل ليصل
كل شكل من اشكال الحياة على كوكب الارض الى الفناء خلال 500 مليون سنة كما
توقع عالمان اميركيان في كتاب بعنوان "حياة وموت كوكب الارض"
ففي هذا الكتاب يشبه العالمان عملية الفناء التي لا مفر منها للحياة على كوكب
الارض بعقارب الساعة. معتبرين ان الزمن الان بالنسبة للارض هو الساعة
الرابعة والنصف صباحا اي ما يعادل4.5 مليار سنة من الوجود
كما يتوقعان انه عندما تحين الساعة الخامسة صباحا ستكون الحياة الحيوانية والنباتية
قد وصلت الى نهايتها بعد مليار عاما من الوجود. وفي الساعة الثامنة ستكون
المحيطات قد تبخرت وفقا لتسلسل احداث عملية الفناء
وعند الظهر اي بعد 12 مليار عاما من الوجود فان الشمس التي ستصبح نجما
عملاقا شديد الحرارة ستبتلع الارض لينتهي بذلك كليا كل اثر للحياة البشرية
ولتتبعثر جزيئات وذرات الكوكب الفاني في الفضاء
ويرى العالمان ان ذلك الحال ينبغي ان يشجع البشر على
ادراك ما يعيشون فيه من نعمة وان يقدرونها
وقال عالم الفلك دونالد برونلي في جامعة ولاية واشنطن واحد واضعي
هذا الكتاب اننا نعيش في مكان وزمان رائعين. وعلينا ان ندرك قيمة هذا
الكنز والعمل باكبر قدر مستطاع على حماية البيئة
ويرى العالمان ان فكرة ان يتمكن الجنس البشري من البقاء من خلال الذهاب للعيش في
كوكب اخر قابل للسكن امر غير واقعي. لانه حتى اذا حدث وتم العثور على مثل هذا الكوكب
البديل للارض فان الوصول اليه سيكون مستحيلا بالتأكيد
ومع زيادة حرارة وحجم الشمس فانها ستبتلع كوكبي عطارد والزهرة
وحتى اذا وفرت كوكب الارض، وهو احتمال ضئيل، فان
الحياة ستكون قد اصبحت مستحيلة تماما عليه
ومن المؤكد ان حياة البشر ستنتهي قبل نهاية الارض نفسها بكثير
فارتفاع الحرارة الى درجات لا تحتمل سيدفع بالكائنات البرية الى البحث عن
ملاذ في المياه ومن يستطيع منها التأقلم على الحياة في البيئة المائية سيكتب له
البقاء ولكن ايضا الى حين لانه بعد فترة ستصبح مياه المحيطات من السخونة
بحيث تقضي على كل شكل من اشكال الحياة المعقدة
وفي اطار عملية الاحتضار البطىء فان الارض التي سبق ان شاهدت
انقراض الديناصورات ستشهد ايضا نهاية ما عليها من كائنات واشجار ومناطق جليدية
واخيرا اخر خلية حية وفقا لواضعي هذا الكتاب
ويؤكد الباحثان ان "اخر شكل من اشكال الحياة يمكن ان يشبه كثيرا الحياة الاولى
اي البكتيريا وحيدة الخلية" لكن في النهاية فان هذه الجراثيم الاخيرة ستفنى ايضا
ويقول البروفسور برونلي معلقا ان "فناء كوكبنا لن يحدث قبل7.5 مليارات سنة
لكن علينا التفكير في مستقبل عالمنا وادراك المصير المتجهين اليه"
وفي هذا العمل الذي شارك في وضعه عالم الاحاثة بيتر وارد العامل ايضا في
جامعة ولاية واشنطن يصف الباحثان الحياة على الارض حتى فنائها مستندين الى
المعارف الحالية عن حياة النجوم والكواكب
وقد سبق هذه السيرة الذاتية للارض عمل اخر للباحثين رجحا فيه ان الحياة في
ابسط صورها موجودة بكثرة في الكون الا ان وجود الحياة الاكثر تعقيدا مثل تلك
الموجودة على الارض هو نتيجة تضافر نادر لعناصر عديدة