القاهرة -فلسطين برس- كشف مصدر مصري موثوق به أن القاهرة طلبت من وفد حركة «حماس» الذي التقى أمس رئيس المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان «تحمّل مسؤوليتهم إزاء الشعب الفلسطيني وخفض سقف شروطهم (للتوصل إلى تهدئة) قبل فوات الأوان».
وأوضح مصدر آخر أن مصر عرضت على الوفد «وقف النار وتشكيل حكومة وفاق وطني والتهدئة بلا شروط».
ورفض عضو المكتب السياسي في «حماس» محمد نصر الذي التقى وزميله عماد العلمي الوزير سليمان أمس، كشف ما جرى في اللقاء، مكتفياً بالقول إن «الوفد استمع إلى الأفكار المصرية. ولا بد من أن نعود إلى القيادة (في دمشق) للتشاور. ونردّ بعدها».
ورأى المصدر المصري أن «حماس تقف على شجرة عالية ويجب أن تنزل منها».
واعتبر أن حماس «رهاناتها كانت خاطئة. ولم تتوقع أن يحدث اجتياح بري وعدوان إسرائيلي بهذه الشراسة.
بل كانت تراهن على أن الغضب في الشارع العربي والمجتمع الدولي سيكبح إسرائيل عن القيام بعدوان كبير على غزة، واتضح أن حساباتها خاطئة».
وعن اشتراط «حماس» سحب إسرائيل قواتها من غزة لوقف الصواريخ، لفت إلى «استحالة أن تقبل إسرائيل بسحب قواتها إلا ضمن اتفاق كامل يضمن سلامتها ويكفل وقف إطلاق الصواريخ ضمن آليات، وتعهد من حماس بذلك مكفول ومدعوم دولياً».
وعما يطرح عن نشر قوات دولية داخل القطاع لحفظ السلام، قال إن «هذا الأمر متعلق بقرارات مجلس الأمن. وهذه المسألة سابقة لأوانها، لكن مصر الآن يمكنها أن تقبل بقوات حفظ سلام داخل القطاع ووجود مراقبين دوليين على المعابر».
ورداً على سؤال عن احتمال تشغيل معبر رفح في الوقت الحالي، قال إن «هذا الأمر غير مطروح بالنسبة إلينا الآن، خصوصاً في ضوء العدوان الإسرائيلي».
ورأى أنه «إذا فتحنا معبر رفح الآن، فسيتم فوراً تهجير 200 أو 300 ألف أو أكثر من أهالي رفح وخان يونس إلى سيناء، وهذا ما تريده إسرائيل وتخطط له. ونحن منتبهون إلى هذا الأمر، ولا نريد ترحيل الفلسطينيين تحت عنوان الهروب من العدوان الإسرائيلي، ويصبح لدينا مخيم آخر للاجئين في سيناء على غرار مخيم كندا».
وشدد على أن بلاده «لا يمكنها أن تقف متفرجة إزاء ما يحدث في غزة أو أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه المذبحة».
وأشار إلى أن «مصر تسابق الزمن لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وتستغل كل ما لديها من اتصالات مع جميع الاطراف من أجل تحقيق ذلك».
ورفض المصدر وصف أجواء الاجتماعات مع وفد «حماس»، مكتفيا بالقول إن نصر والعلمي «وعدا بنقل ما لدينا إلى المكتب السياسي للتشاور في شأنه، لكنهما لم يعطونا إجابات واضحة ومحددة. استمعا إلينا فقط، ووعدانا بالرد».