سمعَت رنين الهاتف ، نظرت الى الساعة فوجدتها الثانية بعد الظهر "من يا ترى يكون ؟"
تساءلت متعجبة و هي تدفع بنفسها لتجيب:
"الو من المتصل؟"
"سماح ! هذه أنا ، ليلى ، صديقتك"
كانت هذه ليلى اذن ، صديقتها من أيام الثانوية ، لم تكن ليلى تجاريها في الثراء ، خصوصا بعد الازمة المالية التي اضطرتها لمغادرة المدينة ، الا انها كانت صديقة وفية ، طيبة السريرة.
"ليلى !!كيف حالك عزيزتي ، اشتقت لك حقا"
"و أنا اشتقت لك أيضا ، أنا في حال جيدة ، وصلت الليلة الى المدينة ، كيف حالك أنت؟؟"
" الحمد لله ، سعدت بالخبر كثيرا ، سنراك قريبا اذن ، تعالي لزيارتي في أقرب وقت ممكن، انت تعرفين العنوان"
"بكل تأكيد، سآتي في الغد"
" وهو كذلك ، أنتظرك"
وضعت سماح السماعة ، وهي تشعر بسعادة غامرة ، سترى صديقتها أخيرا ، بعد طول انقطاع ، كانت متلهفة لقدوم الغد ، تمتمت و هي تستعد لتخلد الى النوم "سيكون الغد حافلا بالمفاجآت !"
" ما أجمل الرجوع !!"
سعادة ليلى لا توصف برجوعها الى مدينة صباها ، الى حياتها القديمة ، الى أصدقائها ، الى سماح..
هي لم تنو الذهاب أصلا و لم تحبذ الفكرة ، الى أنّ الحاجة تطلبت منها ذلك ، وهاهي الآن تعود من جديد ، كأنّ رحيلها لم يكن سوى كابوس عابر ، أفاقت منه ، كأنه رواية قامت بانهائها للتو ، الاّ انها لا تذكر منها شيئا ، أحست وكأنها لم ترحل قطّ..
وقفت ليلى أمام قصر ضخم مترامي الاطراف ، دقيق الصنع ، يأخذ بالالباب.
ما زالت سماح الفتاة الواسعة الثراء كما كانت اذن ، هي لم تتغير ، لم تتغير المدينة ، لم يتغير شيء.
"مرحبا ليلى ، لو تعرفين كم افتقدتك"
قالت سماح وهي تهم بصديقتها تضمها و تقبلها.
جلست المرأتان تتبادلان الحديث ، تروي كل واحدة منهما قصتها مع الايام..
"ليلى ، سأقيم حفلا يوم الاحد ، دعوت اليه جميع الاصدقاء و المعارف"
شعرت ليلى ببعض الاحراج عندما أدركت ما ترمي اليه صديقتها و لم يكن الامر ليخفى عن الثانية التي أردفت بقولها:
"لا تقلقي أيتها العزيزة ، سأعيرك ما تشائين من الثياب و المجوهرات ، أعلم انك تعيشين ظروفا صعبة"
" الحقيقة انني لا أحتاج الى ثياب و انما.."
قاطعتها سماح و هي تقول " لا بأس ، تعالي معي و اختاري ما تشائين"
أخذت المرأة الثرية تعرض على صديقتها ضروبا شتى من المجوهرات، تصر عليها ان تاخذ ما يعجبها و ان لا تخجل.
استوقف ليلى خاتم لم تر له مثيلا من قبل ، خاتم من الالماس الثمين ، انبهرت بروعته و لم تستطع ان تزيغ نظرها عنه.
" أعجبك هذا ؟ هو لك ، خذيه."
أخذت ليلى الخاتم من صديقتها و بدأت تعبر لها عن امتنانها و شكرها بكل طريقة اوتيت.
ها قد جاء الاحد ، اليوم الموعود ،ارتدت ليلى ثيابها و وضعت الخاتم في اصبعها بحرص شديد.
تهافت الناس على منزل سماح ، كلهم شخصيات لامعة و ثرية ، أخذت ليلى تجول بنظرها و تنتقل بين الوجوه ، كثيرون ممن تعرفهم ، اصدقاء قدامى.
"هذه أنت ليلى ! كيف الحال ، سمعت بعودتك ، الخبر صحيح اذن"
"مرحبا بك حبيبتي ، نعم عدت الاسبوع الفائت و انا في أحسن الاحوال"
"تبدين في حالة ممتازة فعلا ، انت متانقة جدا الليلة ، تعجبني ثيابك و هذا الخاتم الذي تضعينه في منتهى السحر و الجمال"
طربت ليلى بكل الاطراءات التي سمعتها تلك الليلة و بعبارات الاعجاب بذلك الخاتم الفريد.
"كانت ليلة مثيرة !"
أخبرت نفسها و هي تنزع عنها ثياب الحفل ، نظرت الى يدها و الى موضع الخاتم بالتحديد ، كانّها تهم بتوديعه الوداع الاخير ، نظرت ..الاّ انها لم تجد شيئا ، صاحت من دهشتها:
" أمر لا يصدق !!!! أين هو؟ !!"
كان هذا الفصل الاول ، أود لو تخبروني ما رأيكم به و ما رأيكم بفكرة الكتابة في فصول ، أخبروني ما تخميناتكم و ما هي أفكاركم بالنسبة للقصة
سأكتب الفصل الموالي حالما أنهي كتابته
تحياتي.
الخميس يوليو 29, 2010 5:37 pm من طرف الأمير خالد