غريب ما حدث للتو !
هل يمكن أن يكون الخاتم قد سرق !
من دون ان تشعر !
او لربما يكون قد سقط
دون أن تعي ذلك !
كيف يحصل هذا معها
لقد كانت شديدة الحذر..
خائفة ان يضيع منها
وهذا ما حدث !!
يبدو انّ صراعها مع الايام لم ينته بعد ، لا يزال الحظ السيء يلازمها ، هي لم تصدق انها عادت الى مدينتها ، استقرت احوالها قليلا ، الاّ ان القدر عاد فرماها بارزائه ، من جديد !..
لم تنم تلك الليلة ، لم تفارق صورة الخاتم ذهنها ، و لا صورة صديقتها ، كيف ستكون ردة فعلها لو هي علمت بالحقيقة يا ترى ، ردة فعل لا تود رؤيتها بالتأكيد ، و لا التفكير فيها حتى..
أليست سماح صديقتها ، رفيقة شبابها ، هي لن تغضب منها من أجل قطعة مجوهرات !!
ولكنها كانت كريمة معها ، ائتمنتها على ما تملك ، لا يمكنها ان تخون ثقتها فيها ، و لا ان تخون الامانة بهذه السهولة ، هي ليست من ذلك الصنف.
قررت ان تتخذ موقفا..
لا بدّ ان تجد خاتما اخر ، تشتريه لصديقتها عوض الذي ضاع ، ستتدبر امر المال ، لكل مشكلة حل !
كانت ليلى غارقة في لجج افكارها ، تائهة بينها ، تسبح جاهدة لتصل الى بر الامان ، الى فكرة سديدة تريحها و تزيل عنها ثقلا أرهقها..
ستخبر زوجها بالامر ، علهما معا يجدان الحل..
"وهذا ماحدث ، تخيل ، ضاع مني الخاتم دون أن انتبه له حتى"
" مشكلة حقا ، ما الذي سنفعله؟"
"لا بد لنا ان نشتري خاتما اخر ، اعلم انه يكلف الكثير ، الاّ انه الحل الوحيد"
" نجد خاتما مماثلا أولا ، نستفسر عن ثمنه ، ثم ننفذ الخطوة الموالية"
بدأت رحلة ليلى في البحث عن الخاتم ، أخذت تترد على محلات بيع المجوهرات ، كثيرة هي المحلات التي تفقدتها ، و كثير هم الباعة الذين وصفت لهم الخاتم ، لكنها الى جانب هذا الاجهاد لم تنل مبتغاها !!
"و كيف العمل الآن ؟؟ "
قالت لنفسها و قد بدأت بذور اليأس تنمو داخلها.
" لن أستسلم الآن ، ساواصل البحث ، أريد فقط القليل من الحظ"
وبينما هي في جدال مع نفسها ، سمعت وقع اقدام أيقظتها من غفلتها ، كان زوجها قادما ، تبدو عليه امارات البشر و السعادة.
" ليلى ، لي خبر يسرك"
"صحيح ؟ و ما هو؟"
" لقد حدثت أحد أصدقائي بشأن الخاتم ، فوصف لي محلا يعرفه ، و اتفق ان وجدت الضالة فيه"
"الحمد لله"
فرحت ليلى بالخبر كثيرا ، بدأت الامور تتحسن اخيرا ، لم يبق أمامها سوى عقبة واحدة ، عليها اجتيازها !!
الأحد أغسطس 08, 2010 9:14 pm من طرف اشراقة النهضة