رواد النهضة
أهلاً وسهلاَ بك أخي الكريم ..
حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً ..
ياهلا بك بين اخوانك وأخواتك ..
ان شاء الله تسمتع معــانا ..
وتفيد وتستفيد معانـا ..


طريقة التسجيل في المنتدى - فيديو -
رواد النهضة
أهلاً وسهلاَ بك أخي الكريم ..
حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً ..
ياهلا بك بين اخوانك وأخواتك ..
ان شاء الله تسمتع معــانا ..
وتفيد وتستفيد معانـا ..


طريقة التسجيل في المنتدى - فيديو -
رواد النهضة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات رواد النهضة تهدف لتطوير العالم العربي الإسلامي وتحقيق النهضة والتطور
 
الرئيسيةرواد النهضةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

 في روائيّة رشيد بو جدرة-1

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ملاك لينا
الرائد الرائعالرائد الرائع
ملاك لينا
بيانات العضو
انثى
عدد الرسائل : 368
العمر : 30
العمل/الترفيه : المطالعة
بلدك : في روائيّة رشيد بو جدرة-1 Dz10
في روائيّة رشيد بو جدرة-1 Jb12915568671
عارضة طاقة :
في روائيّة رشيد بو جدرة-1 Left_bar_bleue0 / 1000 / 100في روائيّة رشيد بو جدرة-1 Right_bar_bleue

نقاط : 5604
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 20/06/2011

بطاقة الشخصية
رسالتي: سأطور التعليم في الجزائر بأذن الله حتى يكون ذلك منطلقا للتطوير الشامل في كافة المجالات

في روائيّة رشيد بو جدرة-1 _
مُساهمةموضوع: في روائيّة رشيد بو جدرة-1   في روائيّة رشيد بو جدرة-1 I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 01, 2011 1:07 am


عى هذه الدراسة إلى تسليط بعض الضوء على واحدة من أهم التجارب الروائية
في المغرب العربي يمثّلها الروائي رشيد بو جدرة الذي غادر منذ الثمانينات “
فم الذئب” ليحبّر نصوصه باللغة العربية بعد أن أنجز مدونة روائية بلغة
ديكارت جعلته في مصاف كبار الروائيين في الغرب وواحدا من أهم ممثلي تيار
الرواية الجديدة في فرنسا إلى جانب كلود سيمون و ألان روب غريي و ناتالي
ساروت ,غير أن نداء الهويّة جعله يغادر لغة فلوبار ليعود إلى لغته الأم و
يقدّم مدوّنة جديدة بلغة الضاد أثبت بها أنّه متميّز دائما فأثرى بنصوصه
المكتبة الروائية العربية بسرد مختلف ورؤى جديدة ,تحاول هذه الدراسة
التعريف بهذا الروائي و تحسّس الأسباب التي جعلته يعود إلى العربية كما
تسعى إلى تحسّس بعض ألاعيب السرد الروائي التي أمّنت لنصوصه حداثتها .

رشيد بوجدرة روائيّا أو “عودة الابن الضّال”]


يمثّل رشيد بوجدرةحالة وجودية استثنائية بين الكتّاب العرب الذين
مارسوا الكتابة بغير العربية، فقد انطلق الرجل في الكتابة بالفرنسية ليُعرف
كاتبا فرونكفونيا إلى جانب محمد ديب ومالك حداد وليلى صبّار وآسيا جبّار
فأصدر روايته التطليق (1969) والإنكار (1972) ثم الحلزون العنيد (1977)
وألف وعام من الحنين (1979) والفائز بالكأس (1979). وبعد هذه المسيرة التي
كرّسته كاتبا باللغة الفرنسية يرتدّ رشيد بوجدرة عن الفرنسية ويهجر متلقيه
ليجترح سنة 1982 أوّل رواية باللغة العربية فكّك بها صلته الإبداعية بلغة
فلوبار وفولتار ووسمها ب”التفكّك” ليبدأ رحلة إبداعية جديدة لا يعمل ماذا
ينتظره على جنباتها. وبالفعل تعرّض بوجدرة إلى هجوم مزدوج ممّن طلّقهم،
قرّاء ونقّادا فرنسيين وممن عاد إليهم قرّاء ونقّادا عربا. ويكفي أن نذكّر
بما ورد في مجلة الوسط (العدد 85) بتاريخ 13/09/1993 على لسان حموش أبو بكر
في مقاله : تجربة الكتابة باللغة الفرنسية. “رشيد بوجدرة، تحوّل إلى
الكتابة باللغة العربية ونجح في الإبداع بها، غير عابئ بالضجّة السياسية
التي أحاطت بقرار تخليه عن الكتابة باللغة الفرنسية. ويقال أن الأمر وصل
بجريدة “لومند” الفرنسية إلى حدّ ردّ نسخ من روايات بوجدرة الجديدة. كانت
أرسلت لها من قبل الناشر الفرنسي “دونوال” الذي قام بنشرها مترجمة عن
العربية. ويبدو أن محرّر “لوموند” أرفق النسخ المترجمة برسالة إلى الناشر
مفادها أنه لا جدوى من إرسال مثل هذه الروايات إلى الجريدة إذ أنها لن تكتب
عن أي عمل لرشيد بوجدرة بعد تخلّيه – على حد تعبيرها – عن لغة ومنطق
ديكارت “.[2]
ولكن بوجدرة سرعان ما عبر مأزق الامتحان لتسّاقط من قلمه روايات أخر بلغة
الضاد تثبت أنّ رواية “التفكّك” لم تكن بيضة الديك ولا هي نزوة إبداعية
إنّما هي نقطة تحوّل كلّي في تجربة المبدع، فكانت روايات المرث (1984)
وليليات امرأة آراق (1985) ومعركة الزقاق (1986) ثم جاءت مرحلة الصمت التي
تزامنت مع اشتعال فتيل المحنة ليعود الرّجل إلى الكتابة ويكسر جدار الصمت
في بداية التسعينات بنصّين روائيين يحملان بصمات المحنة وروائح سنوات الجمر
وهما فوضى الأشياء (1990) وتيميمون (1994).


لماذا عاد بوجدرة إلى اللّغة العربيّة ؟


يردّ الكاتب نفسه على هذا السؤال قائلا : ” عُدت للعربية بالغريزة، كنت
منذ عام 1969، عندما بدأت الكتابة بالفرنسية أشعر بعقدة ذنب وحنين للعربية،
وكانت علاقة عشق بالمعنى التصوّفي باللغة العربية، وكان انتقالي للعربية
ناتجا عن ضغوط نفسية […] كنت عندما أكتب بالفرنسية أعيش نوعا من العصاب
بسبب عدم الكتابة بالعربية، في بعض الأحيان كنت تحت وطأة كوابيس أراني فيها
فقدت النطق بالعربية أمام جمع حاشد “.[3]
وأقرّ بوجدرة بقصور اللغة الفرنسية على نقل أفكاره ومواضيعه المتعلّقة
أساسا بالإنسان الجزائري العربي المسلم، وأبدى الكاتب ارتياحه للعودة إلى
العربية التي مكّنته من الرقص على درجات سلّمها فاستخدم “اللغة الشعبية
واللغة السوقية” يقول ” هناك شيء يسمّى اللغة العربية بقاموسها العظيم
الزخم، كما هناك أيضا اللغة الشعبية وأقول في أحيان كثيرة اللغات الشعبية.
فقد استعملت “الشاوية” مثلا في بعض الروايات من خلال منولوجات أو حوار [إن]
إدخال اللغات الشعبية في الكتابة الغربية يعطي العمل الأدبي نوعا من
الزخرفة والزخامة والقوة للنص العربي أكثر مما يعطيه للنص الفرنسي “.[4]
وفي حوار آخر يرى بوجدرة أنّ المستقبل للرّواية العربية المكتوبة بالعربية :
“المستقبل بالفعل للرّواية الجديدة المكتوبة باللغة العربية “[5] وأن لا
مستقبل للكتابة الروائية العربية باللغة الفرنسية.


يمكننا أن نخلص من خلال هذه الآراء إلى أنّ عودة رشيد بوجدرة إلى اللغة
العربية لها أسبابا عميقة وذاتية وأخرى موضوعيّة فهو يعيش في اغتراب لغوي،
إنه يعيش خارج بيته ومسكنه أليست اللغة مسكن الكائن البشري ؟!


وهذا ما جعله يفقد الإحساس بالأمان، مما ولّد عنده كوابيس تدور حول
حادثة فقدان النطق بالعربية، وهذه الحادثة الذاتية النفسية يمكن فهمها في
سياق أكبر، وهو علاقة اللغة بالهويّة. يبدو أن رشيد بوجدرة أصبح يشعر أنه
مهدّد في هويّته العربية نتيجة استمرار حالة الاغتراب اللغوي، وهذا ما عجّل
عودته إلى العربية ويذكّرنا هذا بعبارة مالك حدّاد الشهيرة “اللغة
الفرنسية سجني ومنفاي “.


أمّا الدافع الموضوعي للعودة فهو ارتباط مناخات الكتابة عنده بالفضاء
والإنسان العربيين، واللغة الأجنبية لا يمكن أن تنقل خصوصيّة المناخ العربي
وتفكير الإنسان الجزائري نقلا أمينا. كان رشيد بوجدرة يفكر بالعربية ويكتب
بالفرنسية وفي تلك الرحلة بين لغة التفكير ولغة الكتابة تسقط أشياء كثيرة
وأحيانا يسقط عمق الفكرة، فالأمر أشبه ما يكون برحلة النص بين لغتين من
خلال الترجمة، فالترجمة ستظلّ خيانة للنص أبدا. وبعودة رشيد بوجدرة إلى
العربية تطابقت لغة الفكر مع لغة الكتابة وسقطت رحلة الاغتراب.


يتقاطع هذا السبب الموضوعي لعودة بوجدرة إلى العربية مع الأسئلة المصيرية التي طرحها محمد ديب ذات يوم على نفسه وعلى زملائه:
“هل يمكن للإنسان أن يتلاءم مع ذاته وهو يبدع بلغة غيره، وأن يرتاح لذلك خاصة وهو يعرف أن لغته تمتلك قدرات حضارية وتعبيرية عالية ؟

في روائيّة رشيد بو جدرة-1 Puce_rtl-58b6b هل يمكن للمبدع أن يكتب ويكون حرّا داخل “جهاز” لغوي أجنبي ؟

في روائيّة رشيد بو جدرة-1 Puce_rtl-58b6b ماذا يحدث للمرء ثقافيا، عندما يفقد كل صلة بلغته الأصلية ؟ “[6]

اختصر محمد ديب الإجابة في أنّ “كل كلمة تكتبها بلغة غيرك تشبه رصاصة
تطلقها على نفسك، وبالتالي على قيمك وقيمتك. فما معنى وما جدوى العالمية
إذا كنا بلا جذور ؟ “.[7]


وأضاف “بعد أكثر من نصف قرن من الإبداع بلغة الغير، التفت إلى تجربتي
فرأيت بكل حسرة أنها بلا جدوى. لقد بقيت دوما أعيش غربة المقصّ ووحشة
المجهول. وأحس أنني أعسكر وحيدا في حقل أجرد للغة أخرى، تائه أترقّب وهم
التجذّر في مجالات ومدن أغلقت في وجهي إلى الأبد. فبقيت كالغجري، على
أبوابها، وأهلها يخافون منّي، عيونهم مفتوحة عليّ خشية أن أسرق دجاجهم
!!!”.[8]


وإجابة عن تلك الأسئلة ترك كاتب ياسين “فم الذئب” وكتب نصوصه المسرحية
بالعربية الجزائرية وعاد رشيد بوجدرة إلى لغة الضادّ في أوج شهرته.
مثّلت عودة رشيد بوجدرة إلى اللغة العربية مكسبا كبيرا للرّواية العربية
الجزائرية من ناحية ومكسبا آخر للرواية العربية عامّة، خاصة أن الرجل عاد
مُدجّجا في تجربة ووعي كبيرين بالكتابة الرّوائية. وقد عاد رشيد بوجدرة إلى
العربية عودة الفارس المنتصر لا الجندي المهزوم حيث تخلّى عن انتصاراته
ومناصريه وغنائمه ليغيّر اتجاه السير في حركة لا يجرؤ عليها إلاّ الثّوار
وكان بالفعل ثائرا في نصوصه على كل ما هو سائد من أساليب كتابة ومضامين متن
ليؤسّس” فاجعة “الكتابة العربية. فشكّلت نصوصه مأزقا حقيقيا للكاتب العربي
التقليدي الذي تربّى على الخمول والمهادنة والتقنّع.
لقد اجترح رشيد بوجدرة مسلكا جديدا للإبداع العربي علامته الأولى الكتابة
دون حدود وخارج سلطة الرقابة (الفنية، السياسية، الدينية) فتحرّر من كل ما
يعيق العمل الإبداعي ليحاور في جرأة كبيرة كل المحرّمات والمقدّسات التي
كرّستها الكتابة المنحنية، فأعاد للمرأة العربية لسانها المنهوب منذ شهرزاد
حتى تقول ذاتها، فكرا وجسدا، وتصدّى للسلطة السياسية ففضح فسادها وكشف
آلاعيبها وواجه التاريخ العربي المزيّف بحقائق الوقائع لتتعرّى أمام القارئ
العربي قرونا من الوهم والحمل الكاذب.


لقد اختارت الكتابة السردية عند رشيد بوجدرة أن تكون كتابة عقوق، وكتابة
مقاومة وكتابة انحراف عن الطرق المسطورة وكتابة تمرّد على تاريخ الكتابة
العربية. إنها كتابة السفلي (الجسد) لكشف العلوي (الفكر) وفضحه فانشغلت
نصوصه بتعرية المستور وحرق ورقة التوت الشهيرة ليكون ساردا لا يحتمل يتمترس
وراء معجمه الخاص ليعبّر عن عصره الموبوء بكل العورات. رشيد بوجدرة هو لا
وعي الإنسان العربي، إذ انقلبت نصوصه إلى لوحات سلفادورية(نسبة إلى الرسّام
السريالي سلفادور دالي) تعهر بجرأة عظيمة ومستحيلة بين أحضان الحروف
العربية. لقد خلّصها الرّوائي رشيد بوجدرة من قداستها، ليحوّلها إلى لغة
ماجنة معربدة، لغة أيروسية تلتذّ خيانة نفسها وتعلن في غير تردّد ارتدادها.
إنّّ اللغة العربية, مع بوجدرة, لم يعد إعجازها متمثّلا في كونها لغة
النصّ الديني/ المقدّس فقط ، إنّما تمثّل إعجازها الحقيقي في قدرتها على
قول المدنّس و تصويره بنفس القدرة و الكفاءة .
غير أن هذه العودة لم تدم طويلا إذ عاد بوجدرة إلى "فم الذئب" ليكتب بلغة
مستعمره القديم بعد أن خابت توقعاته عن المتلقي العربي .فقد ظلّ بوجدرة
يهاجم في كل محفل إلى أن تحوّل فم الأم الحاضنة إلى فم أشرس من فم الذئب
الذي اشتكى من أنيابه كاتب ياسين .
من السّرد الحداثي عند رشيد بو جدرة .


لا يمكن أن نلمّ بكلّ الجوانب التي تجعل من رواية بو جدرة رواية غير
تقليدية ,رواية تجنح إلى الحداثة, لذلك سنكتفي بعنصرين اثنين نقارب من
خلالهما نماذج من تجربته -ما كتبه منها بالفرنسية و ما حبّره بالعربيّة- و
هما :التكرار و ما أطلقنا عليه عبارة ؛شعريّة العين و الأذن .
التكرار:


يتّفق كل من جرار جينيت وتودوروف حول مفهوم السرد المكرر , باعتباره أحد
أشكال التواتر الثلاث :”السرد المفرد” و”السرد المكرر” و”السرد المجمع”
فيقول تودوروف مثلا “هناك ميزة […] أساسية في العلاقة بين زمن الخطاب و زمن
التخيل في التواتر وأمامنا هنا ثلاث إمكانيات نظرية :القص المفرد حيث
يستحضر خطاب واحد حدثا واحدا بعينه,ثم القص المكرر حيث تستحضر عدة خطابات
حدثا واحدا بعينه وأخيرا الخطاب المؤلف حيث يستحضر خطاب واحد جمعا من
الأحداث”[9] وهذا ذات التقسيم لأشكال القص الذي نجده عند جرار جينيت في
مؤلفه صورر 3 أين أشار إلى حضور السرد المكرر عند ألان روب غريي ويلح خاصة
على أهمية هذا الأ سلوب عند رواد الرواية التراسلية في القرن التاسع
عشر[10]
ويمثل السرد الاعادي علامة بارزة في مؤلفات الروائي رشيد بو جدرة ويتخذ
مستويات متعددة وأشكالا مختلفة ,ويمكن للقارئ أن يكتشف ذلك بسهولة سواء كان
قارئا عابرا أم كان مقيما في مدونة صاحب “التفكك” إذ يحضر التكرار عند
بوجدرة في العمل الروائي الواحد من خلال تردد مقاطع سردية معينة على امتداد
النص كما هو الشأن في رواياته “ضربة جزاء “و “التطليق” و”الحلزون العنيد”و
“معركة الزقاق”… ويكون هذا التكرار إما إعادة نسخية لمقطع سردي ,أي كما
ورد أول مرة أو إعادة المعنى أو إعادة سرد الحدث بأسلوب آخر .ويتخذ التكرار
ساعة شكل “التكرار المتدرج” كما يسميه محمد سار ي في مقاله “رشيد بو جدرة
وهاجس الحداثة” وهو تكرار “تصاعدي” يأتي دائما بالجديد شبّهه الناقد
“بقوقعة الحلزون التي تنتظم على شكل لولبي يبتدئ من نقطة مركزية ليتطور نحو
الخارج” [11]


ولكننا نعتقد أن أهم شكل من أشكال التكرار الذي ميّز كتابات بو جدرة هو
التكرار العابر للرّوايات .وهذا أسلوب لم أعثر عليه عند غيره وإن وجد
فبأنماط لا ترقى إلى ما ظهر عليه عند بوجدرة فنعثر بسهولة على مقاطع كثيرة
ترتحل من نصّ الى آخر نسخا أو ببعض التغيير الطفيف .ويمكن رصد هذا الأسلوب
في كل روايات بو جدرة وخاصة في رواياته “ضربة جزاء” و”الحلزون
العنيد”و”ليليات امرأة آرق “حيث تتداخل هذه الروايات بشكل لافت .ونمثل لذلك
بهذه المقاطع :


ورد في رواية “ضربة جزاء ” :


ما أشبه هذا اليوم بذلك اليوم من شهر
جوان 1956 حين جاؤوا بجثة شقيقه الأكبر … جرح لا ينسى …ندب عميق…التابوت
يتأرجح في رافعة الميناء .أبوه مسرور جدا … عودة الإبن الضال …الذي تحدى
المحرّمات القديمة بعدم عبور البحر … لم يكن يريد سوى أن يزاول الطب
…وقبضوا عليه متلبسا بجريمة تقديم العون للمنظمة .كان يقوم بالعمليات
الجراحية في أحد الأقبية ويخيط جروح المناضلين ,ألقي القبض عليه وعذب ثم
قتل …ووضعت جثته في رصاص التابوت …الذي ظل يتأرجح في طرف الرافعة ..فوق
الميناء كأنما يسخر من الشرطة ورجال الجمارك …وأصيبت الأم بمرض السكر من
جراء ذلك (ص35)
يستعيد بو جدرة هذا المقطع في رواية “ليليات امرأة آرق”كما يلي:”فمي:إنه
مليء من نترات الحياة وسمعي ملؤه الزغاريد يوم صرت طبيبة وملؤه العويل يوم
جاؤوا بجثة شقيقي الأكبر :جرح دامل لا يغلق .ندب لا يتوقف .جوان
1956.جاؤوا بجثة أخي محمولة في تابوت مختوم بطابع الجمارك (بالشمع الأحمر)
عودة الابن الضال كان قد قطع البحر لدراسة الطب والتخصص في الجراحة .قبض
عليه متلبسا بجريمة مساعدة منظمة التحرير .كان يقوم بالعمليات الجراحية في
أحد الأقبية بمدينة باريس ويخيط جروح المناضلين .ألقي القبض عليه فكان
التعذيب فالقتل في التابوت المرصص.وعند وصوله إلى الميناء راح يتأرجح في
طرف الرافعة كأنه يسخر من الشرطة والجيش الاستعماري على الواء .كانت الحرب
تدور رحاها بلا هوادة .صممت آنذاك أن أكون طبيبة مثلما فعل هو .أصيبت أمي
بمرض السكر نتيجة الفجعة هذه (ص ص25_26)


ويتواصل ارتحال المقاطع السردية بين الروايتين فيعيد الروائي سرد حادثة
المرأة التي اغتصبها زوجها ليلة العرس بوحشية فخاطت جهازها التناسلي
وانتحرت .ويمتد سرد هذه الحادثة على ثلاث صفحات في رواية “ضربة جزاء (94
.95 .96 ) وعلى خمس صفحات في ليليات امرأة (41.40,39,38,37.) ولم نر تغييرا
في سرد تلك المقاطع ما عدى تغيير الضمائر فبعد أن كان السرد منسوبا إلى
رجل في رواية “ضربة جزاء” نسبه إلى امرأة في “ليليات امرأة آرق”. ولا يخرج
التكرار عن هذه الملامح العامة بين رواية “الحلزون العنيد” و”ليليات امرأة
آرق” فالليليات تكاد تستنسخ في جزء منها رواية الحلزون العنيد. وقد تركز
التكرار خاصة على الجانب المعرفي الذي رشحت به الرواية الأولى حيث تستعيد
سعاد في ليلياتها تلك المعلومات التي دونها الراوي في الحلزون العنيد حول
الحلزون والخنزير والجرذان .واختار الروائي مقاطع محددة من الرواية الأولى
ليقحمها في الرواية الجديدة وهي تلك المقاطع المتعلقة بالجنس والقدرة
الجنسية فأعاد سرد ما ذكره عن القدرة الجنسية للحلزون الذي يقضي أربع ساعات
في السفاد وذكر قدرة الخنزير الذي يقذف نصف لتر من المني فيقول مثلا في
الحلزون العنيد :” الحلازن .تلتذ لمدة أربع ساعات.الحلزون في الميثولوجيا
الكونية متصل أوثق الاتصال بالقمر وبالتجدد…(ص ص.78.77).ويعود إلى هذه
المعلومة في ليليات سعاد التي تقول متحدثة عن عشيقها .”عاد متشنجا و
عدائيا.ممتلئا حقدا وغطرسة .عيناه ممتلئتان قذارة وزهوا ونكلة .قلت في نفسي
:إنها زلتي الأولى .تذكرت الحلازن في الحديقة ما قرأته عن طاقاتهم الهائلة
.احتقرت هذا .أوقفته عند حده .مهلا سعاد […]بات مسمرا في مكانه مبهوتا
.مبهورا .غضبضبا. وابتعدت عنه .الحلزون .الحلزون أفحل منك يا صاحبي !أربع
ساعات يقضيها الحلزون في التجانس .أما أنت..”(ص60)

الموضوع : في روائيّة رشيد بو جدرة-1  المصدر : رواد النهضة

توقيع العضو : ملاك لينا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

في روائيّة رشيد بو جدرة-1

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رواد النهضة :: المنتدى الأدبي :: النقد الأدبي-
©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع
الملتيميديا | dz cars | شبكة المدونات | الأساتذة الجزائريون